توقيت القاهرة المحلي 00:03:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضرب إيران

  مصر اليوم -

ضرب إيران

بقلم : عمرو الشوبكي

الحشود العسكرية الأمريكية قرب مضيق هرمز وفى منطقة الخليج العربى تشير إلى احتمال حدوث مواجهة بين أمريكا وإيران، حدودها القصوى ضربات جوية وصاروخية أمريكية على مواقع عسكرية إيرانية، وحدودها الدنيا مزيد من الضغط والحصار الاقتصادى الخانق على إيران بصورة ربما تدفعها لمراجعة جانب من سياستها تجاه باقى دول المنطقة والعالم. والحقيقة أن الاختلاف مع إيران وتوجهاتها التوسعية فى المنطقة مطلوب ومواجهتها اقتصاديا وسياسيا طبيعى، أما ضربها عسكريا من قبل أمريكا فسيكون له تداعيات كارثية على دول المنطقة وعلى رأسها دول الخليج العربى. لا يجب أن يفرحنا ضرب أمريكا لإيران عسكريا لأن رد فعلها العنيف سيكون ضد دول المنطقة وليس قلب أمريكا، كما أن غارات أمريكا لو حدثت لن تحل مشكلة أذرع إيران القوية المنتشرة فى العراق ولبنان وسوريا، إنما سيقويها وسيجعلها تقوم بأعمال انتحارية على طريقة «علىّ وعلى أعدائى» سيدفع ثمنها دول المنطقة لا أمريكا. احتواء إيران بالمواجهة من داخل المنظومة العالمية وعن طريق الضغوط السياسية والاقتصادية هو الحل وليس ضربها عسكريا.

ماذا سيعنى ضرب القدرات العسكرية والنووية الإيرانية وكسرها؟ سيعنى ببساطة تحويل الطاقة الكاملة لبلد بحجم إيران إلى العنف والإرهاب، ولأنها لن تستطيع مواجهة أمريكا عسكريا فستنتقم من حلفاء أمريكا العرب، وهى مجاورة لدول الخليج وليس لأمريكا، وقادرة على توجيه أذى عسكرى وأمنى لكل هذه الدول ولو بدافع الانتقام مما سيجرى لها. مدهش وصادم أن يهلل بعض العرب للحشود الأمريكية فى المنطقة، وكأن بلدا بحجم إيران سيتم مواجهتها بالقوة المسلحة أو بالعدوان وليس بالضغوط السياسية والاقتصادية والاحتواء مثلما سمح الاتفاق النووى الذى تخلى عنه ترامب وحلفائه العرب، وتمسكت به أوروبا العاقلة.

دعم بعض دول الخليج العربى لأى ضربة أمريكا ضد إيران يمثل خطرا وجوديا عليها وليس مجرد مناوشات حدودية كما يحدث مع الحوثى أو صراعات سياسية اقتصادية يمكن السيطرة عليها.

نعم إيران تتدخل فى شؤون الدول العربية، وهى مصدر لزعزعة الاستقرار فى المنطقة كل ذلك حله أن نحافظ على مواجهتها وفرض قيود عليها من داخل المنظومة العالمية والاتفاقات الدولية وليس بإخراجها منها حتى تصبح الدول الخليجية فى مرمى نيران انتقامها دون أى قيود أو كوابح دولية.

ضرب إيران كارثة على المنطقة خاصة دول الخليج العربى، وثمنه سيكون أكثر خطورة من ضرب العراق وتفكيك دولته.

ستظل هناك فرصة حقيقية لتغليب صوت العقل فى العالم العربى، وعدم دعم قرار انتحارى بضرب إيران، لأن المطلوب هو عمل جاد لحصار سياساتها التوسعية بتقديم نموذج بديل أو نموذج مواجه لأذرع إيران فى كل بلد ذهبت إليه، لا التهليل لأهواء ترامب واستعراضه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضرب إيران ضرب إيران



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon