توقيت القاهرة المحلي 00:01:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التصالح الحقيقى

  مصر اليوم -

التصالح الحقيقى

بقلم : عمرو الشوبكي

تعامل الحكومة مع قضية مخالفات البناء كان فيه بعض الأخطاء، حان وقت مراجعتها بتصالح أشمل مع الناس، يصوّب العلاقة المتأزمة بين قطاع من الرأى العام والحكومة، فى أعقاب تداعيات عمليات هدم كثير من العقارات المخالفة. والمؤكد أن أوجه قصور كثيرة فى الخطاب الإعلامى والرسمى عقّدت من الموقف، فلولا حوار رئيس الوزراء، منذ أسبوعين، لما عرف أحد أن مصر فقدت على مدار 40 سنة 800 ألف فدان بسبب مخالفات البناء على الأراضى الزراعية، وهو رقم (وقضية) كان يجب أن يكونا فى صدر الرسالة الإعلامية والسياسية التى توجه إلى الناس.

وقد تراجعت الحكومة بتسهيل عملية السداد، وخصم 25% لكل مَن يدفع قيمة التصالح فى مخالفات البناء كاملة دون تقسيط، وتخفيض قيمة التصالح إلى 50 جنيهًا فقط للمتر فى الريف، ودخل بعض رجال الأعمال على الخط حين قرروا تسديد قيمة التصالح الخاص بسكان المناطق الأكثر فقرًا، وهى كلها جوانب إيجابية، ولكنها تظل غير كافية.

والحقيقة أن التعامل مع مخالفات البناء له شقان: الأول اقتصادى يتعلق بعدم قدرة قطاع واسع من المخالفين على تسديد قيمة التصالح، وهنا يجب على الدولة أن تميز بين مخالفة ارتكبها مالك شقة، وأخرى ارتكبها مالك مئات الشقق والعقارات، والمطلوب أن تتولى مؤسسات خاصة وبنوك ورجال أعمال مهمة تسديد قيمة هذه المخالفات بالنسبة لكل مَن يمتلك شقة واحدة يسكن فيها.

أما الجانب الثانى فهو يتعلق بشعور قطاع من الناس بالغُبن وعدم العدالة نتيجة التعامل الانتقائى مع المخالفات، فالمشهد الحالى يقول إن مَن يُحاسَب على المخالفات هو فقط المواطن، فى حين أن الواقع يقول إن هناك منظومة متكاملة كانت شريكة فى الجُرم وارتكاب المخالفات، وتشمل مسؤولين محليين من رؤساء أحياء حتى محافظين، فلماذا لا تتم محاسبتهم مثلما يُحاسَب «المواطنون العاديون»؟!

ومادامت هناك صعوبات فى تطبيق القانون على الجميع، فيجب أن يكون التصالح فى هذه الحالة مطلوبًا للجميع.

يجب أن يكون الهدف ليس محاسبة الناس بأثر رجعى عن أخطاء ارتكبتها منظومة متكاملة من الفساد داخل الدولة وخارجها فى عهود سابقة، إنما منع تكرار تلك الأخطاء مرة أخرى، والحفاظ على ما تبقى من الأرض الزراعية بتجريم فورى لكل معتدٍ عليها.

الهدم يجب أن يُمنع فى حالة وجود سكان داخل العقار، وهو ما أعلنته الحكومة، وأيضًا فى حال تأكّد أن الأرض التى بُنى عليها العقار لم تعد صالحة للزراعة، فتصبح الغرامة والتصالح، إذا كانا جائزين دستوريًا، هما الحل.

تحتاج الحكومة إلى تصالح شامل وكبير مع الرأى العام، خاصة مع مَن تضرر من الإجراءات الاقتصادية، خصوصًا قرارات الإزالة الأخيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التصالح الحقيقى التصالح الحقيقى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon