توقيت القاهرة المحلي 00:11:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التحديان

  مصر اليوم -

التحديان

بقلم : عمرو الشوبكي

تواجه مصر تحديين كبيرين، الأول «وجودى» يتعلق بقضية المياه وإصرار إثيوبيا على استكممال بناء سد النهضة، ضاربة عرض الحائط بـ«حق الحياة» فى مصر، والتحدى الثانى «حدودى» يتعلق بتهديد أمنها القومى على يد ميليشيات إرهابية فى ليبيا مدعومة تركيًا.

وقد أثار خطاب الرئيس نقاشا بين قطاعات واسعة من الرأى العام المصرى (لا تظهر معظمها فى الإعلام) بعيدا عن طبول الحرب التى يرددها البعض، وهو يعرف أنه لن يدفع ثمنها.. ودار هذا الجدل بين تيار داعم للخطاب، وآخر طرح السؤال: هل ستعطى مصر الأولوية إلى ليبيا على حساب إثيوبيا؟ وهل اللغة الخشنة التى استخدمت مع حكومة الوفاق ستعنى ترتيبا فى غير محله للأولويات المصرية؟.. لا أعتقد أن الأولوية ستكون فقط لمواجهة تهديدات أردوجان وجماعات التطرف وتجاهل القضية الوجودية الخاصة بسد النهضة.

من الوارد أن يكون التشدد فى ليبيا بغرض التأثير على إثيوبيا، وفق تصور استراتيجى، بشرط ألا تتورط مصر فى حرب شاملة طويلة الأمد مع تركيا، وهو أمر لا نتوقعه بأى حال، وأن يظل سقف التدخل المصرى مدينتى سرت والجفرة اللتين ترغب تركيا فى اقتحامهما للسيطرة على مناطق الهلال النفطى فى شرق ليبيا.

خطاب السيسى لم يكن إعلان حرب على تركيا، ولن يعنى السيطرة على ليبيا، إنما سيعنى محاولة وضع خطوط حمراء جديدة لقواعد لعبة كانت قائمة على دعم أطراف إقليمية ودولية لطرفى الصراع دون التدخل المباشر، وغيّرتها تركيا حين جلبت ميليشيات إرهابية من سوريا إلى ليبيا، وتسعى لإقامة قواعد عسكرية فى ليبيا (ناضلت كل دول شمال إفريقيا من أجل الاستقلال وإنهاء وجود القواعد الأجنبية).. وأخيرا، الحديث بشكل مباشر عن احتلال مناطق النفط والغاز فى الشرق الليبى.

نجاح مصر فى إيقاف التغلغل التركى فى ليبيا دون خسائر كبيرة أو التورط فى حرب شاملة سيعنى رسالة ردع للإثيوبيين، خاصة أن كثيراً من الدول الكبرى تريد تحجيم أردوغان فى ليبيا مثل روسيا وفرنسا، وحتى أمريكا لا ترغب فى تمدد نفوذه، أما إيطاليا التى حاولت تركيا أن تضمها لخطها فهى لن تذهب بعيدا معها على حساب علاقتها بالاتحاد الأوروبى.

هذه الدول بعضها سيدعم أى تدخل عسكرى مصرى فى ليبيا (ودورنا أن يظل محدودا)، وبعضها الآخر لن يعارض، فى حين أن نفس هذه الدول لن ترحب بأى عمل عسكرى مصرى ولو محدود ضد إثيوبيا، ودور مصر أن تجعلها متفهمة لصواب اختياراتها وكفاءتها، سواء بنجاعة تدخلها العسكرى المحدود فى ليبيا أو تحركها الدبلوماسى والسياسى المكثف من أجل دفع إثيوبيا إلى مراجعة موقفها من الإضرار الفادح بمصالح مصر الوجودية فى المياه، وتفهم استخدام القوة الجراحية فى حال فشل كل الحلول السياسية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحديان التحديان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon