توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد نجيب

  مصر اليوم -

محمد نجيب

بقلم : عمرو الشوبكي

أعيد طرح اسم محمد نجيب على المجتمع المصرى بعد طول غياب، وظهر اسمه على القاعدة العسكرية العملاقة فى مطروح بغرب مصر، وعلى أثرها أعاد البعض نقاشا متجددا فى ذكرى ثورة يوليو حول علاقة ناصر بنجيب لم يغلق بعد.

والمؤكد أن بناء قاعدة بهذا الحجم فى هذا الموقع الاستراتيجى المتاخم للحدود الليبية أمر يثير الاعتزاز لدى كل مصرى وعربى (طبيعى وسوى) لأن الحفاظ على قوة الجيش المصرى وقدراته القتالية لمواجهة التحديات التى يثيرها وجود الجماعات الإرهابية فى ليبيا بات فرض عين على الجميع.

والحقيقة أن المرحوم محمد نجيب الذى تعرض لظلم لسنوات طويلة واجب على الدولة العادلة أن ترفع أى مظلمة عن أى رئيس أو غفير، وتعيد له الاعتبار مثلما حدث مع شخصيات كثيرة دون أن تعتبره بالضرورة رمزا وطنيا كبيرا وكأنه جمال عبدالناصر.

فالراحل محمد نجيب شخصية وطنية بلا أدنى شك ومصرى أصيل لا يستحق التنكيل به ولو بالإقامة الجبرية رغم أن فى تجارب الثورات والتغييرات الجذرية التى عرفها العالم فى القرن الماضى كان يتم إعدام الخصوم، وهو ما لم تقم به ثورة يوليو لا مع الملك ولا مع محمد نجيب.

فالرجل كان واجهة لحركة سياسية ثورية أسسها جمال عبدالناصر اسمها الضباط الأحرار، جند داخلها ضباطا من كل الاتجاهات، ولم يكن للمرحوم محمد نجيب أى دور فى الحركة ولا فى الحياة السياسية، فلا هو سعد زغلول ولا مصطفى النحاس ولا عضو بارز فى الضباط الأحرار مثل يوسف صديق أو خالد وزكريا محيى الدين ولا كمال الدين حسين ولا غيرهم، ولم يعرف أن الضباط الأحرار قاموا بثورتهم واستولوا على مبنى قيادة الأركان إلا بعدها.

باستثناء كراهية محمد نجيب لثورة يوليو التى نحتفل بها ولضباطها الأحرار، خاصة عبدالناصر، فإن الرجل لم تكن له بطولة من أى نوع أو تاريخ سياسى أو عسكرى له رمزية معينة، ولم يؤلف كتابا استراتيجيا أو عسكريا يستحق أن تستلهمه الأجيال القادمة.

والمؤكد أن مصر عرفت قادة عسكريين عظاما بصرف النظر عن تقييمنا لتوجهات بعضهم السياسية تركوا بصمة فى تاريخنا الوطنى والعسكرى، مثل الفريق الراحل محمد فوزى، وزير الحربية الأسبق، الذى من خلال كتابه العظيم «حرب الثلاث سنوات» (من أوائل الكتب المؤثرة التى قرأتها أثناء دراستى الجامعية) شكل وعى جيل كامل عن بطولات الجيش المصرى أثناء حرب الاستنزاف، وهناك أسماء أخرى مثل الشهيد البطل عبدالمنعم رياض الذى استشهد وسط جنوده على الجبهة عقب هزيمة 67، وهناك وزير حربية نصر أكتوبر الفريق العظيم أحمد إسماعيل على، وأيضا رئيس أركان الجيش المصرى فى نصر أكتوبر سعد الدين الشاذلى الذى يعد واحدا من أهم الشخصيات العسكرية فى تاريخ مصر، وهناك المشير عبدالغنى الجمسى بمهنيته ونزاهته ودوره الكبير فى حرب أكتوبر، وأيضا المشير عبدالحليم أبوغزالة صاحب الرؤية الاستراتيجية العميقة.

فى تاريخ مصر السياسى والعسكرى هناك أسماء كبيرة مهم من الناحية الرمزية أن نستدعيها، أما الراحل محمد نجيب فهو لم يكن ضمن هؤلاء، ولا يكفى التعاطف الإنسانى معه لتحويله لرمز للأجيال الجديدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد نجيب محمد نجيب



GMT 03:20 2022 الأربعاء ,25 أيار / مايو

فى رئاسة الوزراء!

GMT 01:54 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أوروبا لا تتحمّل انقلابا في فرنسا

GMT 03:11 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

الدعاية سلاح طهران المكسور

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon