بقلم : عمرو الشوبكي
حين تعلن منظمة الصحة العالمية أمس الأول أن هناك خطرا فى تحول فيروس كورونا إلى وباء عالمى فهذا معناه أننا أمام ظاهرة لا تخصنا وحدنا، وأن المطلوب هو التعامل بشفافية ووضوح مع حالات الإصابة المحتملة فى مصر، وأيضا عدم تكييف ما يقال من قبل الحكومة ليصبح رد فعل على بعض الحملات الخارجية، فلابد أن يكون هناك كلام واضح فى حقيقة انتشار الفيروس، وحول إمكانات مصر فى الوقاية منه، وكيف يمكن دعمها وتطويرها، بالإضافة إلى نشر دقيق لأعداد الحالات المكتشفة والحاملة للمرض وعدد من تم شفاؤهم.
وربما ترجع أحد أسباب ارتفاع أرقام المصابين بالفيروس فى إيطاليا إلى توسيع السلطات حملات الكشف على المشتبه فى إصابتهم بالفيروس على خلاف باقى الدول الأوروبية التى ركزت أكثر على طرق الوقاية والعلاج، أى أن أرقام الحاملين للفيروس ليست هى مكمن الخطورة الوحيد.
والمؤكد أن مصر بحاجة إلى أن تعلن إمكاناتها الوقائية وأن تطلب المساعدة والدعم إذا كان هناك أوجه قصور.
والحقيقة أن هناك مشاهد يجب أن يكون هناك جهد حقيقى لعدم تكرارها، فالصور التى انتشرت فى كثير من صحف العالم واستغلتها بعض الفضائيات العربية لآلاف المصريين وهم يقومون بكشف طبى لإثبات عدم إصابتهم بالفيروس كشرط للسفر إلى بعض دول الخليج كان يجب تلافيها، فيفترض أن وزارة الصحة تتوقع حضور هذه الأعداد الكبيرة نسبيا، وكان يجب عليها توفير أكثر من مكان لاستقبالهم حتى لا تنتشر صورهم بهذا الشكل، ويكتفى بعضنا بإدانة تجمهر الناس دون أى سعى لتصويب الأداء الحكومى.
أما موضوع تأثير كورونا على السياحة فهو مؤكد وهى مسألة لا علاقة لها بما ينشر على الفيس بوك إنما هى أزمة ضربت قطاع السياحة فى العالم كله، وانتشار أخبار إصابة بعض السياح الذين زاروا مصر مؤخرا بالفيروس وخاصة من فرنسا وألمانيا لا تعكس استهدافا لمصر إنما هى إقرار لواقع سيؤثر بكل أسف على قطاع السياحة وعلينا أن نتعامل معه.
المطلوب مرة أخرى هو تشديد إجراءات الوقاية والكشف الطبى على كل القادمين إلى مصر وعدم التمييز بين حملة العملة الصعبة والمواطنين، لأن الفيروس لا يميز، والخطوة الأولى التى نحتاجها هى بحث إمكانات الوقاية من الفيروس وأن نشتبك مع موضوع المرض لا أن نظل محكومين برد فعل على قوى معادية أو فضائيات تبالغ فأفضل طريقة لمواجهة الشائعات والمبالغات هو أن تقوم الدولة بعملها Home work فى إجراءات الوقاية والعلاج والحجر الصحى وأن يكون قرار تعليق الدراسة وغيرها نابعا من تقييم علمى لمخاطر الفيروس فى مصر وسبل مواجهته وليس رد فعل على أى كلام إعلامى أو دعائى.