توقيت القاهرة المحلي 19:23:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أرقام كورونا

  مصر اليوم -

أرقام كورونا

بقلم : عمرو الشوبكي

لا أعرف سببًا منطقيًا أو سياسيًا أو أخلاقيًا يجعل وزارة الصحة تتمسك بالأرقام التى تعلنها عن أعداد المصابين من فيروس كورونا، فمنذ أن أعلن وزير التعليم العالى أمام رئيس الجمهورية منذ عدة أشهر أن النسب الحقيقية قد تكون أكثر من 5 أضعاف النسب المعلنة نتيجة عدم القيام بالمسحات الكافية، ومع ذلك تمسكت وزارة الصحة بأرقامها المعلنة، وعاد عضو اللجنة القومية لمواجهة كورونا وأعلن أن الإصابات الحقيقية فى مصر 10 أضعاف المعلن «ونبقى مجاملين»، ولم ترد وزارة الصحة أو تفسر كما هى العادة.

لقد حان الوقت أن يتوقف إعلان هذه الأرقام الهزيلة، فى ظل ازدياد غير مسبوق فى أعداد ضحايا الفيروس، وأن إعادة النظر فى طريقة التعامل مع فيروس كورونا تبدأ بنقل الحقيقة والتوقف عن اعتبار المسحات المسجلة فى الهيئات الحكومية هى فقط دليل الإصابة بالفيروس أو أن من يتوفون داخل المستشفيات الحكومية هم فقط من تعدهم وزارة الصحة.

المطلوب تغيير المنهج المتبع فى الحساب لإعلان الأرقام الواقعية، لأن ثقة الناس فيما تقوله حكومتهم هى الخطوة الأولى لمواجهة الفيروس، والأساس الذى سيبنى عليه جدار الثقة سيبدأ بالأرقام المطابقة للواقع، لأنه مطلوب بعد ذلك إقناع الناس بالإجراءات الاحترازية وبالإغلاق إذا كان ضروريًا وبجدوى اللقاح أو أعراضه الجانبية بعيدا عن الخرافات والتجهيل ونظريات المؤامرة.

إن الأرقام هى القضية الأسهل، لأنه ليس فيها وجهات نظر، وهى عنوان الثقة بين الناس والحكومة، خاصة بعد أن أصبحت الأولى ترى وتسمع عن حالات أكثر مما تعلنه وزارة الصحة، فغير معقول أن تستمر فى القول إن عدد المصابين فى مصر أمس 664 والوفيات 29 لأن هناك معيارًا فريدًا فى الحساب تبنته الوزارة.

علينا أن نذكر فقط أن المصابين بالفيروس حول العالم أكثر من 75 مليون شخص، توفى منهم حوالى مليون و700 ألف شخص، وفى أمريكا القوة العظمى هناك 17 ونصف مليون مصاب، والهند الفقيرة 10 ملايين، والبرازيل النامية 7 ملايين ونصف، وفرنسا المتقدمة 2 مليون ونصف، وألمانيا من بين الأفضل عالميًا فى مواجهة الفيروس بها مليون ونصف المليون مصاب، وتركيا الشرق الأوسطية بها مليون و200 ألف مصاب، فهل يعقل أن يكون المعلن فى مصر 125 ألف مصاب؟!

لا يوجد فى كل هذه الدول معايير مختلفة لقياس أعداد المصابين يكون الفارق فيها 10 أضعاف، وأن الاستمرار فى التمسك بهذه الأرقام العبثية سيضعف الثقة بين الحكومة والمواطنين، خاصة أن الفترة القادمة ستكون صعبة وأنه مطلوب من الدولة ليس فقط طرح أرقام صحيحة قريبة من الواقع، إنما ضرورة توعية الناس يوميًا بمخاطر الفيروس وانتشاره بدلاً من اتهامهم بعدم الوعى، فى حين أن القضية كانت وستظل فى كل مكان هى برامج التوعية التى تخلق الوعى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرقام كورونا أرقام كورونا



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon