توقيت القاهرة المحلي 22:18:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدولة الواحدة

  مصر اليوم -

الدولة الواحدة

بقلم : عمرو الشوبكي

مشروع الدولة الفلسطينية الواحدة لم يكن مجرد شعار رفعته حركات التحرر الوطنى العربية، بقيادة عبد الناصر، فى ستينيات القرن الماضى، إنما كان رؤية سياسية متكاملة تقوم على رفض تقسيم فلسطين بين العرب واليهود، والتمسك بدولة علمانية/ مدنية واحدة فى فلسطين التاريخية، يعيش على أرضها المسلمون والمسيحيون واليهود.

ورغم أن حل الدولتين ظل أساس التسوية عقب هزيمة 67 وانتصار 73، ثم دخول الرئيس السادات فى مفاوضات سلام مع إسرائيل، أعقبها انضمام منظمة التحرير لمسار التسوية السلمية، أسفر عن اتفاق أوسلو الذى انطلق أيضًا من حل الدولتين.

وقد ظلت إسرائيل تتملص من تنفيذ هذا الحل، ولم تطبق قرار 242 الصادر عن الأمم المتحدة وينص على انسحاب إسرائيل من الأراضى التى احتلتها فى حرب 67 ويدعو لإقامة دولة فلسطينية مستقلة فى الضفة الغربية وغزة عاصمتها القدس الشرقية.

وقد توسعت إسرائيل منذ بدايات الألفية الثالثة فى بناء المستوطنات وضم أراض من الضفة الغربية، وقامت بتهويد القدس، وجاءت خطة ترامب للتسوية لتقضى على أى فرصة حقيقية لتطبيق حل الدولتين التى رفضها تيار محدود من الإسرائيليين و107 نواب ديمقراطيين فى الكونجرس، بجانب مفوضية الاتحاد الأوروبى، ولم يغير رفض فتح وحماس شيئًا يُذكر من توازنات القوى الحالية، لأن انقسامهم ظل من الأسباب الرئيسية وراء تقديم ترامب لهذه الخطة دون أن يكون فيها شريك فلسطينى أو عربى.

والحقيقة أن حل الدولتين بات من الناحية العملية شبه مستحيل، إلا أن السؤال: هل بات من الأجدى أن يطرح العرب والفلسطينيون شعار الدولة الواحدة كهدف نهائى للنضال الفلسطينى حتى لو كان صعبًا بدلاً من حل الدولتين الذى بات أكثر صعوبة؟

إن هدف الدولة الواحدة ليس مجرد شعار للاستهلاك المحلى يضاف لشعارات أخرى رفعها العرب لإبراء الذمة وكان نتيجتها مزيدًا من الفشل، لأن تبنى هذا الهدف يتطلب استحقاقات وخيارات صعبة قد يقوم بها جيل آخر غير أجيالنا، وتقوم أولا على التحول من خطاب التعبئة لمحاربة إسرائيل إلى خطاب مدنى يعمل على بناء دولة مساواة ومواطنة كاملة فى فلسطين التاريخية، وهو أمر ليس سهلاً ويتطلب تغييرًا فى الطبيعة اليهودية للدولة التى وضعها نتنياهو كأساس دستورى وقانونى لإسرائيل.

والمؤكد أن المدافعين عن هذا المشروع سيكونون فى أغلبهم من عرب 1948، ومعهم قطاع من الإسرائيليين صوت عشرات الآلاف منهم للقائمة العربية فى الانتخابات الأخيرة، وهذا يعنى عربيًا التواصل مع هؤلاء، وهو أمر لايزال محرمًا ومدانًا وفق الخطاب العربى الرافض للتطبيع، وخطاب حماس الرافض لليهود.

مشروع الدولة الواحدة له استحقاقات كثيرة لايزال كثير منا (بمن فيهم كاتب هذه السطور) غير مستعدين للقيام بها، لأنهم لن يغيروا ما تربوا عليه على مدار عقود فى سنوات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة الواحدة الدولة الواحدة



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أمطار على محافظة الطائف فى السعودية

GMT 07:04 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الزمالك يبحث تأمين الصدارة على حساب إنبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon