توقيت القاهرة المحلي 19:23:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محبو عبدالناصر

  مصر اليوم -

محبو عبدالناصر

بقلم : عمرو الشوبكي

رغم مرور نصف قرن على رحيل عبدالناصر إلا أن الجدل حول تجربته لا يزال مستمرا داخل مصر وخارجها، فهناك مؤيدون بدرجات مختلفة، وهناك معارضون بدرجات مختلفة، وهناك الكارهون والمحبون بدرجات متفاوتة. والمؤكد أن هناك مدرسة متصاعدة تعترف بالإيجابيات والسلبيات، وتعتبر أن المحصلة النهائية لتجربة عبدالناصر إيجابية، ونقلت مصر والعالم العربى نقلة كبيرة للأمام سواء فى التنمية الاقتصادية والنهضة الصناعية والعدالة الاجتماعية أو على المستوى السياسى بقيادة حركات الاستقلال الوطنى والقضاء على الاستعمار.

صحيح هناك تفاوت فى أنواع المحبين والكارهين، فأسوأ الكارهين للرجل من يعادونه لأنه كان زعيما شعبيا، والمطلوب تكريس مفهوم أن الشعب حين اختار وأحب ودعم زعيما بوزن عبدالناصر فيجب أن يقتنع الجميع بأنه سيئ حتى تنسف فكرة أحقية الشعب فى الاختيار من الأساس.

وهناك الكارهون ممن تضرروا من سياساته الاشتراكية من رأسماليين وإقطاعيين، وهناك إخوان مسلمين يكرهون سيرته ولا يطيقونها وكانوا وراء كثير من الحملات التى روجت ضده، وهناك بعض الشيوعيين وأصحاب المدارس اليسارية المتطرفة الذين تتراوح عقدهم من «البدلة الميرى» حتى الاعتراض على اشتراكية عبدالناصر «المائعة» التى آمنت بالأديان السماوية، وبالرأسمالية الوطنية، وهناك ليبراليون اختزلوا تجربته فى غياب الديمقراطية والتعددية الحزبية.

كل من يقيم تجربة عبدالناصر إيجابا أو سلبا مواطن مصرى كامل الأهلية له كامل الحق فى أن يرفض ويقبل ما يشاء، أما المعضلة فهى مع من يعمل على نشر الأكاذيب عن تجربته، حتى تصبح المشكلة ليست فى سياساته (من الوارد الاختلاف عليها جزئيا أو كليا) إنما فى الشعب الذى اختاره.

ويقابل هؤلاء الكارهين لجمال عبدالناصر المحبون، وهم بالتأكيد غالبية، ولكنها غالبية متنوعة وأبرز ملمح لتنوعها هو التفاوت الجيلى بين مكوناتها، فهناك «العاشقون لعبد الناصر» والمرتبطون وجدانيا ونفسيا بشكل لا يسمح بنقد أى جانب من تجربته، وهؤلاء غالبيتهم العظمى من الجيل الذى عاشر تجربة عبدالناصر إما رجلا أو شابا أو صبيا، وتشعر أن حياتهم الخاصة والمهنية وذكريات الصبا والشباب مرتبطة ارتباطا وثيقا «بأيام عبدالناصر».

ولذا ستجد الغالبية العظمى ممن يذهبون لضريح عبدالناصر كل عام فى ذكرى وفاته أو من يضعون صوره على مواقع التواصل الاجتماعى، ويقصون الشعر والذكريات هم من جيل «الستين ربيعا» وما فوق. صحيح هناك شباب مؤيد لعبد الناصر ولكن أغلبهم أقل ارتباطا من الناحية العاطفية بشخص عبدالناصر وكثير منهم لا يدخل فى خناقة كل عام فى ذكرى وفاته، رغم أن بعضهم لا يزال عضوا فى أحزاب ناصرية.

المستقبل يتجه إلى تقييم «بارد» لتجربه عبدالناصر، صحيح أن الجزء العاطفى والوجدانى سيظل موجودا لكنه مع الوقت سيتراجع لصالح «التقييم الموضوعى» الذى أنصف أغلب خيارات تجربة عبدالناصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محبو عبدالناصر محبو عبدالناصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon