بقلم : عمرو الشوبكي
تلقيت رسالتين عن قضيتين اجتماعيتين مختلفتين، الأولى من الأقصر وجهها الدكتور ميخائيل عبدالمسيح إلى وزير التنمية المحلية، وجاء فيها: أتمنى أن يصل صوتنا إلى المسؤولين عبر هذه الرسالة، ابتغاء صالح الوطن والمواطن، فقد أعلن اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، منذ بضعة أيام خلت: «على أصحاب المبانى الانتهاء من طلاء الواجهات الأربع لها، على أن يتم اتخاذ إجراءات القطع الفورى للمرافق من كهرباء ومياه عن المبانى التى لا ينتهى أصحابها من طلاء واجهاتها».. وهنا تجدر الأهمية الشديدة فى مخاطبة المسؤولين عن القرار فى المحليات، ماذا لو استباح مالك العقار لنفسه أن يتم قطع المرافق عن السكان- لعقار يملكه ولا يقطنه- ليُجبر السكان على القيام بطلائه، أو رغبة منه فى إخلاء العقار من السكان بزعم عدم قدرته المادية على القيام بعملية الطلاء، والواقع أنه يستبطن سوءًا بشاغلى العقار، وهنا يكون صاحب العقار قد حقق مراده ونجح فى الإفلات من تنفيذ القرار، لذلك يتحتم على الوحدات المحلية بالمحافظات اتخاذ الإجراء المناسب للحيلولة دون قطع المرافق عن قاطنى العقار، فتقوم الوحدة المحلية بطلاء العقار، على أن يتم اقتطاع التكلفة بقسط شهرى يُخصم من دخل المالك، أو يتم الحجز على نشاطه التجارى لتسديد تكلفة الطلاء، أو يتضامن شاغلو العقار للقيام بعملية الطلاء، ثم تُخصم التكلفة تباعًا من القيمة الإيجارية، فهل يتدارك المنوط به تنفيذ القرار حجم أهمية وخطورة هذا الأمر، حيث يكابد آلاف الأُسر بطول البلاد وعرضها مغبة قطع الكهرباء والمياه؟. يقينى أنه يتحتم على الدولة التروِّى والدراسة والتعديل.
أما الرسالة الثانية فجاءت من الأستاذ محمد السيد رجب، وجاء فيها:
تحت عنوان «العلاج الاستثمارى»، تحدثتَ فى عمودكم عن المرض وتكاليف العلاج الباهظة، وبدايةً أن تكون فقيرًا فهذا محتمل رغم صعوبته، ولكن أن تكون مريضًا وفقيرًا فهذا هو العذاب والهوان والألم.
ورغم أننى مستور والحمد لله، فإننى أعيش خائفًا من هاجس تكاليف المرض المحتمل فى أى وقت! أذكر أننى ذهبت إلى طبيب مشهور فى تخصصه، أتعابه مرتفعة، أدوية غالية جدًا.. تحاليل وأشعة باهظة التكاليف، وكل ذلك يدور فى عمارة واحدة! الطبيب فى عيادته يبعث بك إلى صيدلية فى نفس العمارة، وإلى معمل تحاليل وأشعة عادة فى نفس العمارة.. سلسلة محكمة لا مفر ولا مناص من عبورها، وامتحان عسير لابد من تنفيذ تفاصيله حرفيًا.
هذه الطريقة لا تقتصر فقط على مهنة الطب، فهناك أطباء كثيرون يعانون مثلنا، ولكنه يمتد إلى كل شخص يستطيع رفع قيمة أتعابه كلما أراد، وهى سلسلة متصلة، فالطبيب يأخذ من المحامى، والمحامى يأخذ من المدرس، والمدرس يأخذ من الطالب. والمصيبة العظمى فيمَن لا يستطيع أن يأخذ من أحد!! رفقًا بنا