توقيت القاهرة المحلي 19:56:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوارات تونس والسودان

  مصر اليوم -

حوارات تونس والسودان

بقلم: عمرو الشوبكي

لم تنوِ مصر فقط إجراء حوار وطنى، سواء كان حوارًا مجتمعيًا شاملًا، أو حوارًا بين السلطة والمعارضة، إنما عرفت الجزائر حوارًا لم يستكمل وموريتانيا حوارًا جرى تعليقه، وهناك تجربتان هما تونس والسودان جرى فيهما أيضا حوار وطنى بين السلطة والأطراف السياسية المختلفة.

والحقيقة أن رحلة تونس مع الحوار الوطنى تعود إلى أكتوبر 2013 حين عرفت البلاد حوارا وطنيا برعاية «الرباعى» الذي حاز في 2015 جائزة نوبل للسلام وهو: الاتحاد العام التونسى للشغل، والاتحاد التونسى للصناعة والتجارة، والرابطة التونسية لحقوق الإنسان، والهيئة الوطنية للمحامين، وأسفر عن خارطة طريق أخرجت البلاد من مخاطر الانزلاق في عنف واسع النطاق ومواجهات أهلية، ولكنها سكنت الوضع السياسى القائم وأكملت المسيرة بمنظومة المواءمات التي ثبت عجزها عقب انتخابات 2019 التي أسفرت عن برلمان منقسم ورئيس منتخب بنسبة 76% وغير قادر على تغيير وزير، ولديه صلاحيات محدودة ومتنازع عليها مع رئيس الحكومة، فأنتجت في النهاية نظاما سياسيا مشلولا وعاجزا عن الإنجاز الاقتصادى والسياسى.

وقد أدى هذا الوضع إلى إقدام الرئيس قيس سعيد في يوليو من العام الماضى على قرارات استثنائية رفضها البعض وأيدها البعض الآخر، وظلت البلاد تعانى من أزمة سياسية، حتى قرر الرئيس قيس سعيد إجراء حوار وطنى بغرض التمهيد لاستفتاء على تعديلات دستورية تؤسس لنظام رئاسى يتمسك أغلب التونسيين بأن يبقى ديمقراطيا.

وقد شارك في الحوار أحزاب مثل حركة الشعب «التيار الشعبى»، «تونس إلى الأمام»، «حركة النضال الوطنى»، مقابل مقاطعة أحزاب أخرى منها «المسار» و«آفاق تونس» في حين لم تُدع حركة النهضة من الأصل للحوار، واعتبرها كثيرون (وليس فقط الرئيس) هي المسؤول الأول عما وصلت إليه البلاد من أزمات.

وتبقى أزمة الحوار الوطنى التونسى في قرار الاتحاد العام للشغل بمقاطعة الحوار رغم أنه أيد قرارات سعيد، ولذا فإن هذه المقاطعة تفقد الحوار جانبا كبيرا من مصداقيته وتأثيره.

أما في السودان فقد انطلقت جلسات الحوار الوطنى بتسهيل من الآلية الثلاثية التي تضم الاتحاد الإفريقى ومنظمة الإيجاد والبعثة الأممية، وشارك كثير من القوى والأحزاب السياسية فيه كما قاطعه ائتلاف قوى الحرية والتغيير الذي لعب دورا رئيسيا في قيادة الثورة السودانية، وكان هو الطرف المقابل والشريك للمكون العسكرى في حكم البلاد، وهذا ما جعل أعرق الأحزاب السودانية وهو حزب الأمة يقول: «إن الحوار الحالى لا يمثل السودانيين بالكامل».

سيصبح المطلوب من الحوار الوطنى السودانى التوافق على الانتهاء قريبا من المرحلة الانتقالية والذهاب إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية.

الحوارات الوطنية في أكثر من بلد عربى ليست في ذاتها دليل نجاح، إنما في أن تقدم مخرجات تؤسس لمرحلة جديدة لا أن تكون لقطة جديدة لتكريس القديم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوارات تونس والسودان حوارات تونس والسودان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 17:32 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم
  مصر اليوم - نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر التشكيل المثالي في الدوري الإنكليزي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 20:06 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فيلكس يتمنى تدريب فرق الناشئين في النادي الأهلي

GMT 11:03 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل الكيك بالبرتقال هشة وناجحة من أول مرة

GMT 23:57 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

"كاف" يُحدِّد أجمل أهداف آخر جولتين في تصفيات كأس أمم أفريقيا

GMT 18:40 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

"اسبانيول" يحطم صخرة الأمل لـ"ريال مدريد" الثلاثاء

GMT 05:02 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق توظيف "الدهان اللامع" في الديكور

GMT 00:25 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

استغلال الإضاءة لتحديد المساحة يعزز قيمة الديكور

GMT 12:19 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيكة الشيكولاته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon