توقيت القاهرة المحلي 18:39:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتخابات التركية

  مصر اليوم -

الانتخابات التركية

بقلم:عمرو الشوبكي

تقدم أحزاب المعارضة فى الانتخابات المحلية التركية وتراجع حزب العدالة والتنمية الحاكم عكس تطور التجربة الديمقراطية فى اتجاه الانتقال من نظام الديمقراطية المقيدة إلى الديمقراطية الكاملة، وقد تكون الانتخابات الرئاسية الماضية التى فاز فيها الرئيس أردوغان بولاية جديدة (يفترض أن تكون أخيرة وفق الدستور) بعد جولة إعادة لم تعرفها أى انتخابات تركية رئاسية سابقة، وحصل فيها على ٥٢٪ من أصوات الناخبين فى مقابل ٤٨٪ لمرشح المعارضة كمال كلوشيدار أوغلو.
هذا المشهد الديمقراطى أحد مظاهره تقدم المعارضة وقدرتها على إحداث عملية تداول سلطة بالوسائل السلمية والديمقراطية، فقد سبق أن خسر حزب العدالة والتنمية الحاكم 28 مقعدًا فى الانتخابات البرلمانية، لكنه حصل من خلال تحالفه مع أحزاب الحركة القومية والمحافظة، أى حزبى الاتحاد الكبير والرفاه، على أغلبية فى البرلمان بحصوله على 321 مقعدًا.

إن أحد مظاهر التطور الديمقراطى فى أى بلد هو تعمق التحالفات الانتخابية، وهذا ما شهدته الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، فتأسس تحالف الجمهور الذى يضم أحزاب العدالة والتنمية والحركة القومية والاتحاد الكبير والرفاه، وحصل على 321 مقعدًا، أما تحالف الأمة فضم أحزاب الشعب الجمهورى والحزب الجيد، وحصلا على 213، أما تحالف العمل والحرية فضم الشعوب الديمقراطى «اليسار الأخضر» والعمال التركى، وحصل على 65 مقعدًا.

أما الانتخابات المحلية فقد احتفظت المعارضة التركية وفق النتائج الأولية ببلديات المدن الكبرى، خاصة «الثلاثة الكبار»، أى اسطنبول وأنقرة وأزمير.

وقد اعترف أردوغان بالهزيمة، وقال إن ائتلافه الحاكم لم يحقق النتائج المرجوة، وأضاف وهذا هو المهم «إنهم سيحاسبون أنفسهم وسيعالجون أوجه القصور»، وأن الانتخابات شكلت «نقطة تحول» لحزبه، لكنه وعد «باحترام قرار الأمة».

ووفق النتائج الأولية حصل رئيس بلدية اسطنبول المنتمى إلى حزب الشعب الجمهورى أكرم إمام أوغلو على حوالى 54% من الأصوات مقابل حوالى 45% لمرشح حزب العدالة والتنمية.

قيادات حزب الشعب الجمهورى ذكرت تعليقًا على فوز مرشحها برئاسة بلدية العاصمة أنقرة: «انتهت الانتخابات، وسنواصل خدمة أنقرة وسكانها الستة ملايين بدون تمييز»، وهو موقف إيجابى فيه انفتاح على من أيدوها ومن عارضوها.

ورغم الدعم السياسى المباشر الذى قدمه أردوغان لمرشحى حزبه، حيث عقد مهرجانات انتخابية وصلت أحيانًا إلى أربعة مهرجانات فى اليوم، وخاض شخصيًا معركة مرشحه لاسطنبول الوزير السابق مراد كوروم، ومع ذلك خسر الرجل المقعد ولم تُزوَّر انتخابات بلدية اسطنبول لصالح مرشح الرئيس، بل خسر معظم قادة حزبه الانتخابات المحلية. أهمية الانتخابات الثلاثة التى جرت فى تركيا العام الماضى وهذا العام، أى الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمحلية، أنها عمَّقت التجربة الديمقراطية، فقد اقتربت المعارضة لأول مرة من إحداث التحول التاريخى، أى تداول السلطة سلميًا مع الحزب الحاكم، وهو أمر فى حال حدوثه سيعنى بداية تأسيس تركيا ديمقراطية كاملة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات التركية الانتخابات التركية



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

القهوة تحمي من الإصابة بالشلل الرعاش والخرف

GMT 16:23 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

‏فضل صلاة النافلة

GMT 01:43 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عصام عبد الفتاح يهاجم النادي الأهلي

GMT 00:28 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

بامية ويكا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon