توقيت القاهرة المحلي 08:57:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سنوات الجامعة العربية «2»

  مصر اليوم -

سنوات الجامعة العربية «2»

بقلم : عمرو الشوبكي

الغزو الأمريكى للعراق فى مارس 2003 كانت له مقدمات بدأت بغزو صدام حسين للكويت فى عام 1990 ثم هزيمة القوات العراقية وإخراجها من قبل قوات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة دول عربية رئيسية.

والحقيقة أن ما جاء فى كتاب عمرو موسى «سنوات الجامعة العربية» عما جرى فى ليبيا والعراق محزن، خاصة اشتباك وزير الخارجية العراقى الأسبق ناجى صبرى مع بعض التفاصيل التى جاءت فى الكتاب وما إذا كان موسى صرخ فى وجه صدام أم لا؟ (أكد أن هذا التعبير بالمعنى المجازى للكلمة)، متناسيا أن جوهر القضية هو أداء النظام العراقى منذ غزوه الكويت وحتى الغزو الأمريكى، وغابت أى مراجعة نقدية بعد كل هذه السنوات الطويلة لطريقة إدارة هذا النظم للحكم والتى كانت من أسباب الغزو الأمريكى أو بمعنى آخر أنها سهلت من مهمة الأمريكيين فى غزو العراق، وأن نظرية أن الأمريكان كانوا يرغبون فى التخلص منه تحت كل الظروف هى نظرية عربية لتبرير الأخطاء، تشعرك بالعدمية وأنه سواء كان النظام كفئا أم لا، ديمقراطيا أم ديكتاتوريا النتيجة واحدة بأن الأمريكان سيسقطونه.

والمدهش أن أمريكا متربصة بإيران وترغب فى إسقاط نظامها ومع ذلك لم تفعل طوال السنوات الماضية لأن إيران تمتلك أوراق قوة تجعل حسابات الحرب الأمريكية الشاملة عليها مثلما فعلت فى العراق غير مأمونة النتائج. كما أن أمريكا والاتحاد الأوروبى يكرهون أردوغان ويتمنون غيابه من المشهد السياسى، ومع ذلك يتفاوضون معه لأن لديه أوراق ضغط من قضية اللاجئين حتى المهاجرين الأوربيين من أصول تركية وغيرها.

والحقيقة أن قرار صدام حسين بغزو الكويت وشطب بلد من على خريطة العالم وضمه للعراق كمحافظة رقم 19 غاب عنه الحد الأدنى من أى حسابات رشادة سياسية، بجانب انعدام أى أساس أخلاقى وقومى له، وهو ما أدى إلى إضعاف العراق وخسارته لدعم جيرانه العرب وحصاره وإضعافه وجعله لقمة سائغة أمام القوات الأمريكية.

تحذيرات الرئيس مبارك وكثير من القادة العرب لصدام بعدم غزو الكويت كررها عمرو موسى مع الأمريكان والمسؤولين العراقيين فى محاولة لتفادى الحرب الأمريكية فى 2003، وهنا يؤكد الكتاب أن الأمريكان كانوا ينوون الحرب وقدموا حججا كاذبة لتبريرها بل إنه ينقل تصريحا لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس تقول فيه «لم نذهب للعراق لنشر الديمقراطية ولم يدخل روزفلت الحرب ضد هتلر لتحويل ألمانيا لبلد ديمقراطى، لقد ذهبنا للحرب لأن فيها تهديدا لأمننا القومى».

طالما أضعفت من قدراتك الداخلية بنظام حكم ديكتاتورى غير رشيد، وخسرت معظم أوراق قوتك الخارجية، فمهما حاول مائة أمين عام للجامعة العربية بوزن عمرو موسى إنقاذك فإن النتيجة ستكون كارثية، وهذا ما جرى فى العراق وليبيا وانتقلا بكل أسف من وضع سيئ إلى أسوأ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سنوات الجامعة العربية «2» سنوات الجامعة العربية «2»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon