توقيت القاهرة المحلي 14:47:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سنوات الجامعة العربية «2»

  مصر اليوم -

سنوات الجامعة العربية «2»

بقلم : عمرو الشوبكي

الغزو الأمريكى للعراق فى مارس 2003 كانت له مقدمات بدأت بغزو صدام حسين للكويت فى عام 1990 ثم هزيمة القوات العراقية وإخراجها من قبل قوات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة دول عربية رئيسية.

والحقيقة أن ما جاء فى كتاب عمرو موسى «سنوات الجامعة العربية» عما جرى فى ليبيا والعراق محزن، خاصة اشتباك وزير الخارجية العراقى الأسبق ناجى صبرى مع بعض التفاصيل التى جاءت فى الكتاب وما إذا كان موسى صرخ فى وجه صدام أم لا؟ (أكد أن هذا التعبير بالمعنى المجازى للكلمة)، متناسيا أن جوهر القضية هو أداء النظام العراقى منذ غزوه الكويت وحتى الغزو الأمريكى، وغابت أى مراجعة نقدية بعد كل هذه السنوات الطويلة لطريقة إدارة هذا النظم للحكم والتى كانت من أسباب الغزو الأمريكى أو بمعنى آخر أنها سهلت من مهمة الأمريكيين فى غزو العراق، وأن نظرية أن الأمريكان كانوا يرغبون فى التخلص منه تحت كل الظروف هى نظرية عربية لتبرير الأخطاء، تشعرك بالعدمية وأنه سواء كان النظام كفئا أم لا، ديمقراطيا أم ديكتاتوريا النتيجة واحدة بأن الأمريكان سيسقطونه.

والمدهش أن أمريكا متربصة بإيران وترغب فى إسقاط نظامها ومع ذلك لم تفعل طوال السنوات الماضية لأن إيران تمتلك أوراق قوة تجعل حسابات الحرب الأمريكية الشاملة عليها مثلما فعلت فى العراق غير مأمونة النتائج. كما أن أمريكا والاتحاد الأوروبى يكرهون أردوغان ويتمنون غيابه من المشهد السياسى، ومع ذلك يتفاوضون معه لأن لديه أوراق ضغط من قضية اللاجئين حتى المهاجرين الأوربيين من أصول تركية وغيرها.

والحقيقة أن قرار صدام حسين بغزو الكويت وشطب بلد من على خريطة العالم وضمه للعراق كمحافظة رقم 19 غاب عنه الحد الأدنى من أى حسابات رشادة سياسية، بجانب انعدام أى أساس أخلاقى وقومى له، وهو ما أدى إلى إضعاف العراق وخسارته لدعم جيرانه العرب وحصاره وإضعافه وجعله لقمة سائغة أمام القوات الأمريكية.

تحذيرات الرئيس مبارك وكثير من القادة العرب لصدام بعدم غزو الكويت كررها عمرو موسى مع الأمريكان والمسؤولين العراقيين فى محاولة لتفادى الحرب الأمريكية فى 2003، وهنا يؤكد الكتاب أن الأمريكان كانوا ينوون الحرب وقدموا حججا كاذبة لتبريرها بل إنه ينقل تصريحا لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس تقول فيه «لم نذهب للعراق لنشر الديمقراطية ولم يدخل روزفلت الحرب ضد هتلر لتحويل ألمانيا لبلد ديمقراطى، لقد ذهبنا للحرب لأن فيها تهديدا لأمننا القومى».

طالما أضعفت من قدراتك الداخلية بنظام حكم ديكتاتورى غير رشيد، وخسرت معظم أوراق قوتك الخارجية، فمهما حاول مائة أمين عام للجامعة العربية بوزن عمرو موسى إنقاذك فإن النتيجة ستكون كارثية، وهذا ما جرى فى العراق وليبيا وانتقلا بكل أسف من وضع سيئ إلى أسوأ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سنوات الجامعة العربية «2» سنوات الجامعة العربية «2»



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 12:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
  مصر اليوم - عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon