توقيت القاهرة المحلي 09:28:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

10 سنوات على الثورة التونسية

  مصر اليوم -

10 سنوات على الثورة التونسية

بقلم : عمرو الشوبكي

تُعد تونس تجربة النجاح الوحيدة بين تجارب الثورات العربية التى حافظت على دولتها الوطنية وأنجزت فى نفس الوقت عملية انتقال ديمقراطى لايزال يواجه تحديات كبيرة. نجحت تونس فى أن تبدأ عملية انتقال ديمقراطى بعد أن طوت سريعًا خطاب المراهقة الثورية، الذى استهدف إقصاء كل مكونات النظام القديم ليصب عمليًا لصالح تنظيمات الإسلام السياسى، مُمثَّلة فى حركة النهضة، (لابتعاد الجيش عن لعب أى دور سياسى)، وأيضًا نجاح المرشح الإصلاحى القادم من داخل الدولة التونسية، الرئيس الراحل، الباجى قائد السبسى، وليس المرشح المنافس المدعوم من «النهضة» ومن قوى التطرف الثورى.

تقدمت تونس خطوة لأنها تحولت سريعًا إلى مسار إصلاحى يقر بوجود قوى محافظة وتقليدية ترفض الثورة دون أن تخون أو تكفر، وبعضها شكّل أحزابًا سياسية فتحت الباب لصعود تيارات محافظة، كثير منها كان جزءًا من النظام القديم ومضادة لخطاب حركة النهضة (عبير موسى وآخرين).

ورغم أن تونس مازالت تمثل الإجابة الصحيحة على التساؤلات الكبرى التى أثارتها موجات الانتفاضات العربية، فإنها مازالت تواجه تحديات كبيرة بعضها تتحمله حركة النهضة سواء بسبب محاولات رئيس برلمانها التغوُّل على الصلاحيات المحدودة لرئيس الجمهورية ومنازعته مجال السياسة الخارجية، أو محاولته إدخال البلاد طرفًا فى لعبة المحاور الإقليمية بالاصطفاف خلف أردوغان فى الصراع الليبى رغم أن تونس ظلت بلدًا مسالمًا ومحايدًا ومقبولًا من كل الأطراف. أما الجانب الأكبر من أزمة النظام التونسى فتكمن فى التناقض بين انتخاب رئيس الجمهورية بشكل مباشر من قِبَل الشعب ومحدودية صلاحياته، فالرئيس «منزوع الصلاحيات» أو الرئيس الرمز يُنتخب من البرلمان كمنصب شرفى، أما حين ينص الدستور على انتخابه من الشعب، فهذا يعنى أنه رأس السلطة التنفيذية وليس رئيس الحكومة، ويعنى أيضًا أنه فى حال وجود أزمات مثل التى شهدناها مؤخرًا داخل البرلمان من صراع واعتداءات متبادَلة بين النواب فيكون له حق الحسم والفصل القاطع فيها دستوريًا.

مخاطر ما يجرى فى تونس ليس فقط تدهور الأوضاع الاقتصادية، إنما تقوية التيار المعادى للديمقراطية نتيجة انتشار مشاهد الفوضى، فى حين أن العيب ليس فى الديمقراطية، إنما فى عدم وجود نظام رئاسى يعطى لرئيس الجمهورية المنتخب بشكل ديمقراطى لمدتين غير قابلتين للتمديد السلطة الكاملة فى حق الفيتو وتصويب الأوضاع باعتباره رأس السلطة التنفيذية، لا ترْك الطريق مفتوحًا أمام خطاب المستبد العادل، الذى سيقضى على الديمقراطية الوليدة بدعوى محاربة الفوضى والتسيُّب.

10 سنوات على ثورة تونس كانت حصيلتها حرية الرأى والتعبير والديمقراطية، ولكنها مازالت تواجه تحديات اقتصادية كبيرة وحالة من «التسيُّب السياسى» تحتاج توافقًا تونسيًا لتعديل الدستور حتى تتجه البلاد نحو نظام رئاسى ديمقراطى يمثل خطوة كبيرة نحو الاستقرار والتنمية واستكمال عملية الانتقال الديمقراطى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

10 سنوات على الثورة التونسية 10 سنوات على الثورة التونسية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon