توقيت القاهرة المحلي 14:27:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر وروسيا

  مصر اليوم -

مصر وروسيا

بقلم - عمرو الشوبكي

قد تكون مفارقة لا تخلو من دلالة أن يصادف إجراء انتخابات الرئاسة الروسية والمصرية فى نفس الأسبوع، فى ظل وجود بعض التشابه بين النظام السياسى فى كلا البلدين، رغم الفارق الكبير فى مستوى التقدم الصناعى والعسكرى بين البلدين.

فى روسيا تلعب الأجهزة الأمنية دوراً كبيراً فى إدارة المشهد السياسى والإعلامى وهو ما يعتبره كثيرون نفس الحال فى مصر، خاصة أن كلاً من بوتين والسيسى يأتيان من خلفية مخابراتية، وأن كثيراً من المؤسسات الخاصة فى كلا البلدين يدار بواسطة أجهزة أمنية وسيادية.

النظام السياسى- الروسى لا يصنف فى أدبيات العلوم السياسية كنظام ديمقراطى ولا نظام ديكتاتورى، إنما كنظام تعددية مقيدة أى يسمح فيه بهامش سياسى للمعارضة للتعبير عن الرأى دون أى قدرة على تغيير النظام الحاكم بالوسائل الديمقراطية والانتخابات.

ويجرى التمييز بين نظم التعددية المقيدة وفق قدرتها على الإنجاز والاحترافية والإدارة السياسية الفعالة وأيضا الفرص التى تعطيها للتحول الديمقراطى.

وإذا كان النظام الروسى لا يعطى مؤشرات حالية للتحول الديمقراطى مثلما هو الحال فى مصر، وبالتالى فإن تقييمه يكون على ضوء العوامل والاعتبارات الأولى (الإنجاز والإدارة)، وهنا سنجد أن إدارة الانتخابات الروسية كانت أكثر كفاءة ومصداقية بما لا يقارن بنظيرتها المصرية رغم أن جوهر النظامين واحد.

لقد حصل الرئيس بوتين فى الانتخابات الأخيرة على 76%، فى حين حصل منافسه، المنتمى للحزب الشيوعى، على 12%، ووزعت باقى الأصوات على مرشحين ستة من اليمين إلى اليسار، وبلغت نسبة المشاركة فى العملية الانتخابية 68%.

والملاحظ أن بوتين حصل فى انتخابات 2012 على 63% من أصوات الناخبين، فى حين حصل نفس منافسه (جينادى زيجانوف) على 18% من أصوات الناخبين.

والحقيقة أن الانتخابات الروسية محسومة نتيجتها سلفاً لصالح الرئيس مثل مصر، وهى لم تحل دون أن تشهد فى الأولى منافسات بين مرشحين حقيقيين يعبرون عن مدارس فكرية وسياسية موجودة داخل روسيا وليسوا «كومبارس» أو مكلفين بالترشح، حتى لو كانوا يعلمون مسبقا أن نتيجة الانتخابات الروسية محسومة لصالح بوتين.

ولقد تابعت فى اليومين الماضيين قناتى روسيا اليوم، الناطقة بالإنجليزية، وفرنسا 24، الناطقة بالفرنسية، ووجدت أن إدارة الانتخابات الروسية بهذه الطريقة أعطت لمؤيدى بوتين مبررات سياسية منطقية للدفاع عن العملية السياسية والانتخابية (وليس بالكلام الفارغ الأهبل)، فمثلا قدم أحد كبار الصحفيين الروس (يتحدث إنجليزى وفرنسى بطلاقة لافتة) مبررات عاقلة لأسباب ارتفاع نسبة التصويت لصالح بوتين، واعتبر أن ذلك بسبب دفاعة عن كرامة الشعب الروسى، وفرض على الغرب احترام روسيا وعدم تجاهلها، ولكنه أضاف أن ذلك لن يكفى بوتين فى الست سنوات القادمة، ولابد أن يجد حلولاً لمشكلات البلاد الاقتصادية والسياسية. ودلل آخر على أن حصول بوتين على 76% من أصوات الناخبين هو رسالة للدول الغربية بأن نظرية أنهم ليسوا ضد الشعب الروسى إنما ضد بوتين قد سقطت لأن الشعب معه.

كان هناك منطق سياسى يمكن الاتفاق والاختلاف عليه حكم مشهد الانتخابات الروسية على خلاف المشهد المصرى الذى لا يمكن لتيار واسع من عقلاء المؤيدين أن يبرر للداخل والخارج نتائج انتخابات يحصل فيها الرئيس على 98% مهما كانت شعبيته

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وروسيا مصر وروسيا



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon