توقيت القاهرة المحلي 01:06:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المساران

  مصر اليوم -

المساران

بقلم:عمرو الشوبكي

   لا أفهم لماذا يضع البعض فى أى نقاش اقتصادى ثنائية إما هذا أو ذاك، فالبعض يهاجم بناء الطرق والمحاور والمدن الجديدة، وكأنها سبب كل المشاكل، وهناك من يرى أن طريق التنمية وجذب الاستثمارات هو بناء الطرق والمدن الجديدة، والحقيقة أن الاثنين ليسا فى مواجهة بعضهما البعض ويمكن أن نسير فى المسارين، وكما ركزنا سابقا على المسار الأول فإنه مطلوب أن يكون تركيزنا فى الفترة القادمة على المسار الثانى، أى دعم المشاريع المنتجة وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.

إن التطوير الذى عرفته مصر ودول العالم لم يكن فى أى مرحلة معياره الأساسى هو الامتداد العمرانى وشبكات الطرق فقط، إنما فى نماذج للتنمية الصناعية والزراعية، فحركة التصنيع التى شهدتها مصر فى الستينيات قامت على القطاع العام وحققت أعلى معدل للتنمية فى العالم الثالث فى ذلك الوقت وهو 6.6% وبنى أهم مشروع حقيقى للتنمية وهو السد العالى الذى حمى البلاد من أخطار الفيضانات والجفاف على السواء، كما أنها عرفت انتشارا لقصور الثقافة فى المدن الكبيرة والصغيرة، لتنوير الناس وليس بالضرورة مركزا ثقافيا واحدا مهما كانت ضخامته، وفى نفس الوقت عرفت مصر امتدادا عمرانيا فى حلوان ومصر الجديدة والمهندسين ولم يعتبره أحد هو أساس التنمية والتطوير.

كما عرفت مصر فى الثمانينيات نموذجا آخر للتنمية الرأسمالية، فأهم رجالات الصناعة الذين بنوا مصانع تشغل عمالا وتنتج وتصدر ظهروا فى هذه الفترة، وهى أسماء معروفة فى مجالات مختلفة من السجاد مرورا بالألبان والعصائر وانتهاء بالحديد والكابلات والسيراميك والمنتجات الغذائية وغيرها، صحيح أننا لم نبن صناعات ثقيلة أو صناعة سيارات مثلا، ولم نتطور فى البحث العلمى، لكن كان فى البلد كيانات رأسمالية منتجة غطت السوق المحلية وصدرت ولم يعتبر أحد أن بناء مدن جديدة فى 6 أكتوبر أو التجمع الخامس أو غيرها هو معيار التطور والتنمية.

ومن هنا فإذا كانت الحكومة قد أعطت أولوية فى الفترة السابقة لتطوير شبكة الطرق وبناء المحاور والمدن الجديدة من أجل تشغيل عمالة كثيفة فى ظروف الاضطراب السياسى، فإنه حان الوقت أن تعطى الأولوية فى الفترة الحالية للكيانات المنتجة، سواء كانت صناعية أو زراعية، خاصة فى ظل تراجع القوة الشرائية للغالبية العظمى من المصريين الذين لم يعودوا قادرين على شراء عقارات جديدة أو حتى الذهاب للمقاهى المنتشرة تحت الكبارى.

يقينا المؤشرات الاقتصادية الصعبة التى تواجهها البلاد يجب أن تجعلنا ننتقل من المسار الأول أى مسار الإنشاءات والمبانى إلى المسار الثانى أى مسار الإنتاج الذى يصنع ويبنى ويشغل، وهو يتطلب مراجعة المناخ العام سياسيا واقتصاديا لجذب الاستثمار وضمان المنافسة العادلة بين أطرافه حتى يتحقق التطوير الحقيقى الذى ينتظره الناس فى الإنتاج والعدل والأولويات الصحيحة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المساران المساران



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon