توقيت القاهرة المحلي 08:08:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المساران

  مصر اليوم -

المساران

بقلم:عمرو الشوبكي

   لا أفهم لماذا يضع البعض فى أى نقاش اقتصادى ثنائية إما هذا أو ذاك، فالبعض يهاجم بناء الطرق والمحاور والمدن الجديدة، وكأنها سبب كل المشاكل، وهناك من يرى أن طريق التنمية وجذب الاستثمارات هو بناء الطرق والمدن الجديدة، والحقيقة أن الاثنين ليسا فى مواجهة بعضهما البعض ويمكن أن نسير فى المسارين، وكما ركزنا سابقا على المسار الأول فإنه مطلوب أن يكون تركيزنا فى الفترة القادمة على المسار الثانى، أى دعم المشاريع المنتجة وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.

إن التطوير الذى عرفته مصر ودول العالم لم يكن فى أى مرحلة معياره الأساسى هو الامتداد العمرانى وشبكات الطرق فقط، إنما فى نماذج للتنمية الصناعية والزراعية، فحركة التصنيع التى شهدتها مصر فى الستينيات قامت على القطاع العام وحققت أعلى معدل للتنمية فى العالم الثالث فى ذلك الوقت وهو 6.6% وبنى أهم مشروع حقيقى للتنمية وهو السد العالى الذى حمى البلاد من أخطار الفيضانات والجفاف على السواء، كما أنها عرفت انتشارا لقصور الثقافة فى المدن الكبيرة والصغيرة، لتنوير الناس وليس بالضرورة مركزا ثقافيا واحدا مهما كانت ضخامته، وفى نفس الوقت عرفت مصر امتدادا عمرانيا فى حلوان ومصر الجديدة والمهندسين ولم يعتبره أحد هو أساس التنمية والتطوير.

كما عرفت مصر فى الثمانينيات نموذجا آخر للتنمية الرأسمالية، فأهم رجالات الصناعة الذين بنوا مصانع تشغل عمالا وتنتج وتصدر ظهروا فى هذه الفترة، وهى أسماء معروفة فى مجالات مختلفة من السجاد مرورا بالألبان والعصائر وانتهاء بالحديد والكابلات والسيراميك والمنتجات الغذائية وغيرها، صحيح أننا لم نبن صناعات ثقيلة أو صناعة سيارات مثلا، ولم نتطور فى البحث العلمى، لكن كان فى البلد كيانات رأسمالية منتجة غطت السوق المحلية وصدرت ولم يعتبر أحد أن بناء مدن جديدة فى 6 أكتوبر أو التجمع الخامس أو غيرها هو معيار التطور والتنمية.

ومن هنا فإذا كانت الحكومة قد أعطت أولوية فى الفترة السابقة لتطوير شبكة الطرق وبناء المحاور والمدن الجديدة من أجل تشغيل عمالة كثيفة فى ظروف الاضطراب السياسى، فإنه حان الوقت أن تعطى الأولوية فى الفترة الحالية للكيانات المنتجة، سواء كانت صناعية أو زراعية، خاصة فى ظل تراجع القوة الشرائية للغالبية العظمى من المصريين الذين لم يعودوا قادرين على شراء عقارات جديدة أو حتى الذهاب للمقاهى المنتشرة تحت الكبارى.

يقينا المؤشرات الاقتصادية الصعبة التى تواجهها البلاد يجب أن تجعلنا ننتقل من المسار الأول أى مسار الإنشاءات والمبانى إلى المسار الثانى أى مسار الإنتاج الذى يصنع ويبنى ويشغل، وهو يتطلب مراجعة المناخ العام سياسيا واقتصاديا لجذب الاستثمار وضمان المنافسة العادلة بين أطرافه حتى يتحقق التطوير الحقيقى الذى ينتظره الناس فى الإنتاج والعدل والأولويات الصحيحة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المساران المساران



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon