توقيت القاهرة المحلي 08:57:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عين القاهرة

  مصر اليوم -

عين القاهرة

بقلم : عمرو الشوبكي

لا أعرف إذا كان هناك من يمكنه أن يراجع حجم التخريب والتجريف الذى أصاب العديد من أحياء القاهرة وكنوزها وثروتها المعمارية أم لا؟ فلم يحدث فى بلد لديه عراقة أحياء القاهرة ما نشاهده فى الزمالك وكورنيش العجوزة من تدمير لأشجارهما، وقبلهما مصر الجديدة وقبلها أحياء شبرا والعتبة وميدان الأوبرا وشارع الجيش وغيرها.

ورغم أننى لست من سكان حى الزمالك إلا أن ما جرى مع الحى بدا تخريبيًا بامتياز، فالبداية كانت مع تفكيك الكوبرى الحديدى رائع الجمال الذى كان يربط الحى الراقى بالحى الشعبى الرائع بولاق أبوالعلا دون أن تفصل بينهما أسوار أو حوائط أسمنتية، وهو الكوبرى الذى كثيرًا ما تخيلته ممرًا للمشاة يضع فيه الرسامون وشباب الفنانين أعمالهم (مثلما يحدث فى عواصم كبيرة لا تقل القاهرة عنها جمالًا إلا فى عقلية القائمين عليها)، ولكنه تفكك وضاع وأصبح خردة، وجاء الإصرار الغريب على أن يمر المترو تحت الأرض مخلفًا أضرارًا جسيمة لعدد من البيانات، واتهم أصحاب العمارات الحكومة بعدم إقامة أى دراسة جادة للتربة.

واللافت أن نفس هذا التخريب حدث فى مصر الجديدة، فالمنطقة لا تحتاج إلى مترو تحت الأرض بتكاليفه الباهظة، إنما إلى تجديد «ترامها العريق» الذى يسير فوق الأرض لأنه جزء من ذاكرة الحى وتاريخه، ولكن ما جرى هو تدمير للمترو القديم لصالح مترو الأنفاق، و«بدر» الحى بكبارى دون أى تفكير فى أن هناك سكانًا فى هذا الحى من حقهم أن يجدوا أماكن عبور آمنة، وأن قبل افتتاح كبارى السيارات لابد من إنشاء كبارى للمشاة.

قوة مدينة القاهرة وسحرها ليس فى مبانيها الجديدة ولا فى ناطحات السحاب، ولا فى عدد كباريها ومحاورها، فكل ذلك طبيعى فى بلد يزيد عدد سكانه بمعدلات كبيرة، إنما فى معمارها القديم، أى فى قاهرة المعز الفاطمية، والقاهرة الخديوية الحديثة، ومعظم المبانى التى شُيدت فى بدايات القرن الماضى فى أحياء مثل الزمالك وجاردن سيتى وشبرا وباب الشعرية والحلمية والعباسية ومصر الجديدة وغيرها، ويمارس بحقها تدمير ممنهج يقضى على تاريخها ورونقها.

وحين فكر القائمون على مشروع عجلة عين القاهرة فى الزمالك (وفى العجلة الندامة، كما قالت د. جليلة القاضى أستاذة العمارة المرموقة) بعقل مقاولى هدم البيوت القديمة وبناء العمارات المخالفة فقالوا إنه سيكلف 500 مليون جنيه، لجذب 2.5 مليون سائح، ونسوا أو تناسوا أن حى الزمالك لو تم الحفاظ على رونقه وأعيدت له البهجة وأصبحت فيه ممرات آمنة للمشاة، وأعيد إحياء مقاهيه ومطاعمه القديمة، وحافظنا على ثروته المعمارية والعقارية، وأعدنا كوبرى أبوالعلا الرائع، لأصبحنا أمام حى لا يقل عن أجمل أحياء باريس وروما ومدريد، وسيزوره ملايين البشر، سواء أُنشئت فيه عجلة عين القاهرة أم لا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عين القاهرة عين القاهرة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon