توقيت القاهرة المحلي 01:38:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوحدة العربية

  مصر اليوم -

الوحدة العربية

بقلم : عمرو الشوبكي

مرت، أمس، ذكرى مرور 62 عامًا على الوحدة المصرية السورية وما يقرب من 60 عامًا على فشلها، فى وقت تراجع فيه إلى حد الاختفاء الخطاب القومى العربى الذى يروّج للوحدة العربية إلا من شعارات براقة شكلية ولا تعكس أى مضمون.

ولعل السؤال الذى يجب أن يُطرح: لماذا فشلت تجارب العرب فى الوحدة رغم أنهم يمتلكون تاريخًا وثقافة ولغة مشتركة، ونجحت تجارب الأوروبيين، الذين لا يمتلكون تاريخًا ولا ثقافة ولا لغة مشتركة، والصراعات التى دخلوا فيها ضد بعضهم البعض كانت حروبًا استمرت عقودًا، وآخرها حربان عالميتان سقط فيهما عشرات الملايين من القتلى والمصابين؟!.

والحقيقة أن أحد الأسباب الرئيسية وراء النجاح الأوروبى فى الاتحاد والفشل العربى فى الوحدة هو أن التجربة الأوروبية بدأت من أسفل، وبتوافق على أهداف صغرى، فلم تبدأ بالتوقيع على اتفاقات رفع الحدود والعملة المُوحَّدة وقضايا السياسة الخارجية والدفاعية المشتركة كأهداف فورية للدول المنضمة إلى المجموعة الأوروبية، إنما تركت التفاعلات الاختيارية بين دول المجموعة حول قضايا جزئية هى التى توصل الدول الأعضاء أو معظمها إلى خيار الاتحاد، الذى ظل منذ البداية «هدفًا» وليس قرارًا جبريًا يُفرض من أعلى.

ولذا لم يكن غريبًا أن تبدأ رحلة الوحدة الأوروبية من خلال التوقيع على اتفاقية الفحم والقصدير بين عدد من الدول الأوروبية، فى 18 إبريل 1951، فى العاصمة الفرنسية باريس، وكان الهدف هو تسهيل حركة رأس المال والعمالة التى تعمل فى مجالى الفحم والقصدير لكى تعتاد الدول الأوروبية التى وقّعت على هذه الاتفاقية فكرة الاستثمار المتبادل لتثبت أن تحقيق الأهداف الكبرى لن يتم إلا بإنجاز الأهداف الصغرى.

من المؤكد أن شبكة التفاعلات الأفقية بين الشعوب تحقق جانبًا من مصالحهم الاقتصادية، وتسمح باستقلالية العمل الأهلى وفاعليته، وتتيح لهم حرية الرأى والتعبير والنقد داخل بلادهم، بما يعنى أن أى انتقاد لسياسات أى دولة أوروبية جارة، فى ظل مناخ داخلى يسمح بالنقد والتنوع، لا يهدم تجربة الاتحاد، ولا يُعتبر تدخلًا فى شؤون دولة أخرى وتآمرًا عليها لأنه أمر طبيعى يعرفه كل بلد.

إن تجاهل مصالح المواطنين اليومية فى أى تجربة وحدوية عربية أدى إلى تحويل شعارات الوحدة إلى غطاء لإخفاء المشاكل الحقيقية، نتيجة إما العجز عن حلها، أو الاستسهال بالاختفاء وراء القضايا والأهداف الكبرى، ويصبح دخول دولة عربية فى علاقات وحدوية مع دولة أخرى مجرد مسألة رمزية على السطح لأن كل البنى والمؤسسات الأفقية داخل هذه البلدان قائمة على تقديس مَن هو على قمة الهرم الإدارى والسياسى فى كل دولة على حدة، وتغيب عنها ثقافة النقد الذاتى، وقبول التنوع الداخلى، ومبادئ دولة القانون، وهى شروط أساسية لنجاح أى تجربة اتحاد وليس وحدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوحدة العربية الوحدة العربية



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon