بقلم - عمرو الشوبكي
إصابة صلاح فى نهائى بطولة أوروبا لأبطال الدورى متعمدة وقد تكون جزءا من خطة ريال مدريد للفوز بالمباراة، فهى ضربة «محترفين» لأنها ليست بالقدم ولا لكمة ظاهرة فى الوجه يراها الحكم فيطرد الضارب، إنما هى التحام بدا طبيعيا بين لاعب ريال مدريد راموس والنجم المصرى العالمى محمد صلاح، سقط على أثرها الأخير على الأرض، وأخذ الأول يده معه بصورة أدت إلى إصابة مباشرة فى الكتف أدت لخروجه باكيا من الملعب.
وقد صمد ليفربول طوال المباراة، رغم إحساس الجميع عقب خروج صلاح أنه سيخسرها، وأحرز هدف التعادل ثم أضاف الفريق الملكى هدفين ليتوج للمرة الثالثة بطلا للكأس.
وقد يعيد هذا المشهد الاعتبار للمدرب المصرى «كوبر» حين تعمد اللعب أكثر من مرة بدون محمد صلاح حتى يعد الفريق لمشهد مشابه يمكن، لا قدر الله، أن يصيب النجم المصرى.
ما جرى مع صلاح ليس مؤامرة كونية على مصر ولا العرب ولا المسلمين، إنما هو نمط من اللعب القذر Dirty play، الذى كثيرا ما يمارسه لاعبون محترفون بطرق خبيثة من أجل الفوز بأى ثمن حتى لو أصاب اللاعب المنافس بعاهة مستديمة.
مشهد خروج اللاعب المصرى مؤثر، ودلّ على أن الرياضة وكرة القدم بقدر ما فيها من نبل وسمو أخلاقى فإن فيها أيضا منافسة قاتلة.
فى عالم الاحتراف الذى يعرفه جيدا مدرب ريال مدريد يدار العنف باحتراف وحرفية، وليس على الطريقة التى نراها فى بعض ملاعبنا من لكمات وشلاليت (تحدث أحيانا فى الملاعب الأوروبية)، إنما تأتى الضربة بمهارة شديدة «وبمشرط جراح» أو بالأحرى جزار، ولكن ترتدى قفازا ناعما بحيث تبدو وكأنها التحام عادى مثلما فعل راموس مع صلاح.
لقد شاهدت حزن الجمهور على الخروج المبكر لصلاح، وكيف حزن جمهوره فى مصر وجمهوره فى بريطانيا على إصابته، وهى مسألة لم نعتدها فى مصر منذ فترة طويلة، أن يكون لنا نجم عالمى محل تقدير وحب فى الداخل والخارج معاً.
يقيناً صلاح يمثل الوجه المشرق فى منظومة الاحتراف العالمية، فقد حقق فيها بجهده وعرقه وأخلاقه الرفيعة نجاحا عالمياً، لم تقف خلفيته الطبقية أو الدينية أو توجهاته السياسية عائقا أمام تفوقه، إنما فقط قدرته على التعلم والارتقاء فى السلم الاجتماعى والمهنى عبر التدريب والجهد والعرق.
محمد صلاح هو الوجه المشرق لمنظومة الاحتراف العالمية مثلما أن سيرجيو راموس هو الوجه المظلم والقبيح لها.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع