توقيت القاهرة المحلي 00:11:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعادة ترتيب الأوراق

  مصر اليوم -

إعادة ترتيب الأوراق

بقلم : عمرو الشوبكي

بعد التقدم الذى حققته قوات الوفاق المدعومة من تركيا والذى لن يعنى بأى حال حسم المعارك لصالحها، يحتاج الملف الليبى لإعادة ترتيب الأوراق مرة أخرى ليشمل أولا ضرورة دعم الحلول السياسية لحل الصراع. أحد هذه الحلول هى التى طرحها رئيس البرلمان الليبى عقيلة صالح، خاصة بعد أن اجتمع معه مؤخرا قادة الجيش الليبى لحل ما بدا وكأنه خلاف بين القائد العسكرى خليفة حفتر وبين رئيس البرلمان، والأمر الثانى هو تحقيق اختراق سياسى فى طرابلس يستقطب تيارات سياسية وشخصيات مدنية وقيادات قبلية معارضة لجماعات التطرف والإرهاب لصالح الحل السياسى.

إن أى تصور بأن هناك حلا عسكريا أو أن هناك دعما روسيا لقوات حفتر سيحسم المعركة العسكرية لصالحه أمر لن يحدث تماما مثلما هناك استحالة أن يحسم التدخل العسكرى التركى رغم فجاجته الصراع فى ليبيا، وسيظل الشعب الليبى هو من يدفع الثمن من دمائه.

المشهد الليبى يقول إن تقدم قوات الوفاق لا يعنى انتصارها مثلما لم يعنِ تقدم قوات حفتر وسيطرته على مدن الشرق أنه حرر ليبيا من الميليشيات وأنه انتصر، فالقضية سيظل حلها سياسيا ولن يستطيع أى طرف أن يقضى على خصومه.

مبادرة رئيس البرلمان الليبى، التى رفضتها حكومة الوفاق، لا يجب تجاهلها إنما مطلوب البناء عليها، خاصة أنها قامت على ما وصفه الأعراف الاجتماعية والتاريخية الليبية (أى التقسيم التاريخى لأقاليم ليبيا) وتقوم على اختيار كل إقليم من أقاليم ليبيا الثلاثة من يمثلهم بالمجلس الرئاسى الجديد بالتوافق بينهم أو بطريقة الاختيار السرى تحت إشراف الأمم المتحدة.

يقينا تحتاج ليبيا إلى وجوه جديدة تتصدر المشهد السياسى فى الشرق والغرب وتتوافق على مرتكزات أساسية هى إعادة بناء الدولة الوطنية الليبية وفى القلب منها المؤسسة العسكرية بشكل احترافى ومستقل عن التنظيمات السياسية، والثانى هو القضاء على جماعات التطرف والإرهاب.

يقينا لا يمكن اعتبار طرابلس مدينة إخوانية والغرب الليبى الذى يعيش فيه ثلثا الليبيين، أغلبهم ليسوا إخوانا وبالتالى لابد من التواصل معهم، وإن وجود مكون إخوانى داخل حكومة الوفاق ليس مبررا لإنهاء الحوار معها لأنه يتم مع حركة حماس الإخوانية بالكامل فى غزة.

من المفيد أن يقوم الليبيون بإعادة ترتيب أوراقهم من جديد، وأن تستعيد مصر تواصل اتصالها مع أطراف داخل حكومة الوفاق (لم ينقطع مع بعض أطرافها) وهى مميزة لا يتمتع بها الجانب التركى الذى تحمل موقفا عدائيا من حفتر، فى حين أن مصر ظلت حتى فترة قريبة تمتلك ميزة كبرى وهى أنها تدعم الجيش الوطنى الليبى وفى نفس الوقت لم تقطع قنوات اتصالها مع حكومة طرابلس حتى تغير الحال فى الفترة الأخيرة وانقطعت هذه الصلة.. حل ليبيا سياسى وليس عسكريا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعادة ترتيب الأوراق إعادة ترتيب الأوراق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon