توقيت القاهرة المحلي 10:00:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المنطقة المأزومة

  مصر اليوم -

المنطقة المأزومة

بقلم : عمرو الشوبكي

استقالة رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى من الرياض مشهد غير متكرر فى العالم العربى، ذلك أن يستقيل رئيس حكومة لديه ظهير شعبى وسياسى وفى بلد لديه هامش ديمقراطى (وليس منشقاً عن النظام كما فى الدول الاستبدادية) فى عاصمة دولة أخرى ولو شقيقة، فى وقت يمر فيه هذا البلد بأصعب عملية انتقال للسلطة منذ تأسيسه وحتى الآن أمر يثير تساؤلات أكثر مما يقدم أى إيجابيات.

يقيناً الوضع فى لبنان والمنطقة ملتهب بعد أن تجاوز حزب الله الخطوط الحمراء التى كانت تضمن حداً أدنى من التعايش بين الفرقاء اللبنانيين، وتحول إلى دولة فوق الدولة ترهن لحساب إيران قرار لبنان فى الحرب والسلام، ويتحول من حزب مقاوم إلى ميليشيا طائفية لن تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل كما يتوهم البعض، إنما ستحارب من أجل إيران والطائفية فى سوريا والعراق ولبنان واليمن حتى أصبح يمثل وجهاً آخر للجماعات الإرهابية السنية مع فارق رئيسى أن حزب الله ظل محافظاً على قدر من الشعبية (حتى لو خسر جزءاً منها) داخل بيئته الشيعية الحاضنة فلم يقتل أهله وطائفته مثلما فعل الدواعش فى كل المناطق السنية التى سيطروا عليها.

أن يرهن لبنان معظم معادلاته الداخلية فى السعودية وإيران دليل أزمة، وأن يذهب رئيس وزرائه للبلد العربى الأكثر مواجهة لإيران فى وقت أزمتها يطرح تساؤلات حول علاقة هذا الذهاب بأزمة السعودية الداخلية.

والسؤال: هل أراد الحكم البازغ فى السعودية أن يلعب بالورقة الإقليمية واللبنانية فى صراعاته الداخلية وفى المواجهة التى شهدتها البلاد بين الجناح القادم للحكم والجناح الذى يعتبر نفسه أحق بالحكم؟ وإلا لماذا جاء سعد الحريرى إلى السعودية فى هذا التوقيت الغريب؟

مدهش أن يأتى رئيس وزراء ويقول إن حياته مهددة فى بلده، إلى بلد آخر مهدد أيضاً بتحديات داخلية وخارجية، شهد توقيف 66 أميراً و4 وزراء حاليين وعشرات من كبار رجال الأعمال حتى شهدنا سقوط طائرة على متنها أمراء وقادة سعوديون (بينهم الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز آل سعود).

المشهد الداخلى السعودى مقلق، حيث مثل أصعب عملية انتقال للسلطة تمر بها البلاد منذ نشأتها الحديثة، ويقيناً الطريقة الإقصائية التى تم التعامل بها مع «مراكز القوى» المناوئة للملك القادم (محمد بن سلمان) مقلقة. صحيح أن هناك من يرى أنه لا بديل عنها فى أى صراع على السلطة فى بلد غير ديمقراطى، وهو أمر شهدنا ما هو أكثر قسوة منه فى بلاد أخرى، أو كما ذكرنى أحد الأصدقاء بمشهد الصراع على السلطة فى مصر عام 1971 بين الرئيس السادات ومعارضيه فوصفهم بمراكز القوى وسمى إقصاؤهم بثورة التصحيح والحرب على الفساد، وهو فى حقيقته كان صراعاً على السلطة.

أهمية السعودية بالنسبة لمن يتفقون أو يختلفون معها كبيرة، فنحن أمام بلد حقق تقدماً اقتصادياً وتنموياً كبيراً وصار البلد العربى الأكثر تأثيراً فى محيطه الإقليمى، صحيح أن كيان الدولة فى السعودية غير مهدد تهديداً وجودياً ولكن الصراع على السلطة هذه المرة هو الأخطر والأصعب منذ تأسيسها. فحفظ الله شعبها وجنب منطقتنا المأزومة مزيداً من الحرب والدمار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنطقة المأزومة المنطقة المأزومة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 23:59 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب
  مصر اليوم - نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon