توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهدنة المرتقبة

  مصر اليوم -

الهدنة المرتقبة

بقلم : عمرو الشوبكي

انتهت مفاوضات الدوحة بين إسرائيل وكل من مصر وقطر والولايات المتحدة، وأعلن الوسطاء أنه حدث تقدم فى مسار المفاوضات، وأن الجميع سيجتمعون مرة أخرى، هذا الأسبوع، فى القاهرة، لاستكمال الترتيبات الفنية الخاصة بالهدنة أو «الهدوء المستدام»، (التعبير الذى فرضته إسرائيل على الإدارة الأمريكية بدلًا من تعبير وقف إطلاق نار)، بما يعنى أن هناك توافقًا بين إسرائيل وحماس على الإطار الحاكم للهدنة، وأن الاجتماع القادم سيناقش التفاصيل الفنية.

ويبدو أن هذا التصور غير دقيق، وفق التصريحات الإسرائيلية، التى أشارت إلى وجود نقاط خلافية، وأيضًا بعض تصريحات قادة حماس التى أكدت ذلك.

إن التعقيدات التى وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلى على مقترح الرئيس بايدن- والذى فى جوهره مقترح إسرائيلى، ونال فى نفس الوقت موافقة من مجلس الأمن- لا تزال تعرقل التوقيع على اتفاق هدنة، خاصة بعد أن اتضح أن هدف الحرب الأساسى ليس القضاء على حركة حماس، كما تقول إسرائيل، إنما قتل وتهجير وتجويع الشعب الفلسطينى.

لم تعد الحرب الحالية بين جيش نظامى مدجج بالسلاح والتكنولوجيا وتنظيم مقاوم مسلح كما كان الحال فى الأشهر الثمانية الأولى، إنما هى حرب إبادة مكتملة الأركان لأن إسرائيل لم تعد تحقق أى تقدم عسكرى على الأرض، بعد أن نجحت فى إضعاف قدراتها العسكرية، وبالتالى لم يعد هناك مبرر واحد لإطالة أمد الحرب إلا قتل الشعب الفلسطينى.

إن عرقلة الهدنة المرتقبة بوضع عراقيل جديدة، منها تجاهل التأكيد على انسحاب إسرائيل من محور «فلاديلفيا» ومن معبر رفح، كما أن تمسك إسرائيل بفصل مسارات المراحل الثلاث من الهدنة عن بعضها البعض يعنى أن المرحلة الأولى ستؤدى إلى الإفراج عن بعض الأسرى الفلسطينيين مقابل 33 أسيرًا إسرائيليًّا، وترغب بعدها دولة الاحتلال أن تتفاوض مرة أخرى على إطار جديد لاستمرار الهدنة، وتدخل فى مرحلة ثانية، وهكذا، وهو موقف يهدم أى أساس للصفقة، بمعنى أن إسرائيل تريد فى كل مرة أن تفرض شروطها فى مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار يستمر أسابيع تأخذ فى أعقابه أسراها، ثم تستأنف القتال.

وحتى هذه اللحظة، لم تعلن إسرائيل موافقتها القاطعة على المقترح الأمريكى، بل ارتكبت أكثر من مجزرة راح ضحيتها مئات المدنيين العزل.

ستبقى الهدنة غير مؤكدة وغير مستحيلة مادامت إسرائيل تعتبرها مؤقتة، وترفض حتى اللحظة القبول بوقف كامل لإطلاق النار. صحيح أن حماس أبدت مرونة، وقبلت تعبير «الهدوء المستدام» بدلًا من وقف إطلاق النار، بحيث تعمل من أجل أن تؤدى المرحلة الثالثة إلى وقف القتال بشكل نهائى، حتى لو لم يُستخدم هذا التعبير.

ستبقى الهدنة معلقة مادامت إسرائيل أصرت على النظر إلى أى اتفاق هدنة على أنه مجرد صفقة تحصل فيها على أسراها، ثم تستأنف الحرب وجرائم الإبادة الجماعية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهدنة المرتقبة الهدنة المرتقبة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon