توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكارثتان

  مصر اليوم -

الكارثتان

بقلم : عمرو الشوبكي

فى كتاب عمرو موسى «سنوات الجامعة العربية» حديث مفصل عما جرى فى العراق وليبيا، فالرجل تولى منصب أمين عام جامعة الدول العربية فى مارس 2001 وبعد عدة أشهر بدأ رحلاته المكوكية إلى العراق وتواصل مع قادة العالم وخاصة إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش الابن من أجل تفادى الحرب وهو ما لم يحدث، وغزت أمريكا العراق وأسقطت نظام صدام حسين وفككت مؤسسات الدولة العراقية، ودخل بعدها العراق فى اقتتال أهلى لم يتعاف منه حتى الآن. أما الكارثة الثانية فهى ما جرى فى ليبيا عقب ثورة الشعب الليبى والمجازر التى تعرض لها المدنيون على يد النظام الحاكم، وفتحت الباب أمام التدخلات الأجنبية.

وقد تعرض أمين عام جامعة الدول العربية، فى ذلك الوقت، لهجوم البعض بسبب قرار الجامعة الذى صدر فى 12 مارس 2011 ونص على: «الطلب من مجلس الأمن تحمل مسؤولياته إزاء تدهور الأوضاع فى ليبيا واتخاذ الإجراءات الكفيلة بفرض منطقة حظر جوى على حركة الطيران العسكرى الليبى فوريًا وإقامة مناطق آمنة فى الأماكن المتعرضة للقصف، كإجراءات وقائية تسمح بتوفير الحماية لأبناء الشعب الليبى والمقيمين فى ليبيا من مختلف الجنسيات مع مراعاة السيادة والسلامة الإقليمية لدول الجوار».

واللافت أن مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة عبد الرحمن شلقم، والذى كان وزيرًا سابقًا للخارجية ومقربًا من القذافى صدمه ما جرى للمتظاهرين العزل فى ليبيا ووصف باكيًا فى كلمته أثناء اجتماع مجلس الأمن فى 21 فبراير 2011 كيف أطلق جنود القذافى النار على صدور متظاهرين عزل، ورفض كلام القذافى الذى وصفهم بأنهم يتعاطون مخدرات وجرذان.

يقينًا حالة نظام القذافى استثنائية وهى تتشابه مع نظام صدام حسين فى درجة الديكتاتورية ولكنه كان بلا أى إنجازات إدارية أو صناعية أو مؤسسية على خلاف نظام صدام حسين الذى أنجز فى بعض الجوانب واستثمر فى قدرات العراق الصناعية والزراعية والعسكرية وأحدث نقلة لا بأس بها فى السنوات الأولى من حكمه، ولكنه أهدرها فى حرب محل جدل مع إيران ثم أخرى كارثية بغزو الكويت، والتى كانت إيذانًا بنهاية حكمه.

القذافى لم يبن دولة مؤسسات بالمعنى المتعارف عليه فى أى نظام سياسى ولو شمولى، فلم يكن هناك جيش وطنى إنما كتائب، ولم يكن هناك جهاز إدارى ولا سلطة قضائية حتى لو غير مستقلة، على عكس العراق الذى بنى دولة وطنية صحيح استبدادية لكنها كانت تعمل وبكفاءة معقولة حتى أسقطها الغزو الأمريكى. أما ليبيا فحين سقط نظام القافى دخلت البلاد فى حرب أهلية ليس بسبب قرار الجامعة العربية بحماية المدنيين ولا بسبب ثورة الشعب الليبى إنما لأن القذافى بقى فى السلطة 42 عامًا دون أن يبنى مؤسسات دولة أيًا كانت طبيعتها ولا نظامًا سياسيًا رشيدًا، فكانت الكارثة الممتدة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكارثتان الكارثتان



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon