توقيت القاهرة المحلي 19:23:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما بعد الردع

  مصر اليوم -

ما بعد الردع

بقلم : عمرو الشوبكي

تعد هذه هى المرة الأولى منذ عقود التى توظف فيها مصر قوتها العسكرية من أجل أن تصبح رقمًا مهمًا فى معادلة الحل فى ليبيا بالشراكة مع قوى إقليمية ودولية، حين اعتبرت بشكل صارم أن أى تقدم نحو سرت والجفرة سيعنى مواجهة مصرية تركية لا يريدها البلدان ولا العالم.

وقد شكل بيان حكومة الوفاق نقطة تحول بدت للبعض مفاجئة، وهو فى الحقيقة نتاج مفاوضات وضغوط دولية غير علنية على جميع الأطراف لتجنب المواجهة العسكرية، وقد تضمن البيان الذى أصدره فايز السراج رئيس المجلس الرئاسى: «انطلاقًا من مسؤوليته السياسية والوطنية، وما يفرضه الوضع الحالى الذى تمر به البلاد والمنطقة وظروف الجائحة، يصدر رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى تعليماته لجميع القوات العسكرية بالوقف الفورى لإطلاق النار وكافة العمليات القتالية فى كل الأراضى الليبية».

كما أكد عقيله صالح، رئيس البرلمان، أن الاتفاق على الوقف الفورى لإطلاق النار فى جميع أنحاء ليبيا «يقطع الطريق على أى تدخلات عسكرية أجنبية وصولا إلى إخراج المرتزقة، وسيتم استئناف إنتاج النفط وتجميد إيراداته فى حساب خارجى للمصرف الليبى».

أما ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة فى ليبيا استيفانى وليامز فاعتبرت أن الطرفين عبرا عن قرارات شجاعة، على أمل أن يُفضى هذا الأمر إلى الإسراع فى تطبيق توافقات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) والبدء بترحيل جميع القوات الأجنبية والمرتزقة الموجودة على الأراضى الليبية.

والواضح من مواقف وتصريحات الأطراف الليبية ومسؤولين عرب وأجانب أن ليبيا ستدخل مرحلة جديدة قد تكون أخطر من المرحلة السابقة لأنها ستحتاج إلى مهارات وأوراق ضغط سياسية، تدفع فى اتجاه بناء دولة مدنية بعيدة عن هيمنة جماعات الإسلام السياسى وتضمن خروج كل المرتزقة من الأراضى الليبية.

والحقيقة أن مصر نجحت فى أن تصبح رقمًا فى قوة الردع ولكنها تحتاج أكثر أن تكون رقمًا فى معادلات السياسة التى تتشكل فى ظل حضور أمريكى وروسى وتركى قوى.

ترحيب الرئيس السيسى ببيان فايز السراج بوقف إطلاق النار ربما يجعلنا نتأمل ما سبق وكررناه طوال الفترة الماضية من ضرورة إحداث اختراق سياسى مصرى فى الغرب الليبى واستعادة قنوات الاتصال مع حكومة الوفاق ودعم القوى المدنية والقومية من خارج جماعات التطرف، وعدم اعتبار عاصمة البلاد المالية والسياسية: طرابلس ومعها الغرب الليبى الذى يعيش فيه حوالى ثلثى عدد السكان إخوان ومتطرفين، كما روج بعض «المجودين» بطريقة فجة متصورين أن الهتافات والشتائم يمكن أن تكون بديلة للردع العسكرى والحضور السياسى.

القادم فى ليبيا أصعب، لأنه سيعنى مفاضلة بين وجود دولة أصولية مناوئة لمصر أو دولة مدنية شقيقة وحليفة، وهذا لكى يحدث يحتاج حضور السياسة والاقتصاد والثقافة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بعد الردع ما بعد الردع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon