توقيت القاهرة المحلي 14:27:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المخاطرة الكبرى

  مصر اليوم -

المخاطرة الكبرى

بقلم : عمرو الشوبكي

منذ أن عين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد فى 21 يونيو الماضى بدلا من الأمير محمد بن نايف (بقى عامين وليا للعهد) والجدل حول مشروع الأمير وطموحاته لا يتوقف.

فالرجل الذى بات على أعتاب قيادة البلد العربى الأكثر قوة وتأثيرا فى المنطقة العربية، بعد تراجع الدور المصرى فى العقود الأربعة الأخيرة، حتى أصبح البعض يعد مجيئه كملك بالأيام أو بالأسابيع أو بحد أقصى بالشهور.

الملك القادم لديه بالتأكيد أوراق قوة، منها حيويته كشاب (يبلغ من العمر 33 عاما، وسيكون أصغر ملك فى تاريخ المملكة العربية السعودية منذ نشأتها)، وطموحه الشخصى وإصراره على تحقيق أهدافه ورؤيته الإصلاحية التى عبر عنها فى إجراءات وصفها الكثيرون بأنها تمهد لسعودية جديدة «غير التى نعرفها»، سواء بالسماح للمرأة بقيادة السيارة أو مشاهدة مباريات الكرة وفتح دور عرض سينمائية وعودة أم كلثوم للتليفزيون السعودى، وإصراره على مواجهة قوى التطرف الدينى ونيته «تدميرهم».

وقد رحب الغرب بتوجهات الملك القادم بخصوص ملف المرأة والإصلاح الدينى ومواجهة التطرف، ونال دعما غربيا على المستوى السياسى والثقافى كبيرا حتى وصفته وسائل إعلام غربية بأنه «ملك شاب» فى بلد اعتاد أن يرى ملوكا «عجائز»، وهى كلها أوراق فى صالح الأمير الشاب، ولكنه فى نفس الوقت اختار مواجهات كثيرة، بعضها فرض عليه وبعضها الآخر دخله بإرادته.

يواجه ولى العهد الجديد تحديا داخليا كبيرا باعتراض جزء من العائلة المالكة على اختياره وليا للعهد تمهيدا لمجيئه ملكا، ويعتبرون أنفسهم أحق بالحكم منه، وهو الخلاف الذى أسفر عن توقيف 208 أمراء ورجال أعمال وشخصيات قيادية نافذة فى المملكة (أفرج عن 7 منهم) بحجج فساد، كما يواجه معارضة جانب كبير من التيار الدينى المحافظ الذى عارض إصلاحاته الأخيرة بشدة، كما واجه الحكم الجديد دون داعٍ بعض رموز التيار الإصلاحى المستقلة، سواء على أرضية دينية أو ليبرالية، رغم أنهم ليسوا جزءا من تنظيم حزبى أو دينى، كما أنهم ظلوا موجودين على الساحة الفكرية السعودية فى معظم العصور، وفوجئ الجميع بأن أعدادا كبيرة منهم صارت إما مهاجرة أو خلف القضبان.

أما الساحة الخارجية فقد دخل الملك القادم حرب اليمن وهى مبررة بدرجة كبيرة (بعيدا عن أخطاء إدارتها)، ولكنها استنزفت جانبا من إمكانات المملكة، خاصة أنه غاب عنها رؤية واضحة لمستقبلها حتى بدت وكأنها حرب من أجل الحرب لا من أجل تفاوض وحل سياسى.

وجاء التصعيد مع حزب الله غريبا فى توقيته وإخراجه، فلأول مرة تقدم دولة عربية وخاصة خليجية (عرف عن نظمها الحصافة والمحافظة) على احتجاز رئيس وزراء دولة عربية أخرى ذات سيادة، وهى لبنان، فى موقف فتح سهام نقد كثيرة على المملكة وتدخلت قوى كبرى كثيرة، وخاصة أمريكا وفرنسا، من أجل استجلاء الحقيقة، وحتى لو سمحت له السعودية بالحركة قريبا (كما نتوقع) فإنها تظل خطوة غير معتادة داخل السياق السعودى نفسه.

الأمير الشاب فتح جبهات كثيرة وأقدم على مخاطرة كبرى فى الداخل والخارج غير مضمونة النتائج وفرص نجاحه واردة بشرط تحديد الهدف وتقليل جبهات المواجهة التى صارت أكبر من إمكانات أى دولة كبرى أو حتى قوة عظمى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخاطرة الكبرى المخاطرة الكبرى



GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:31 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

GMT 07:42 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

الإسقاط على «يوليو»

GMT 05:04 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

إسرائيل و«حزب الله»... التدمير المتواصل

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

أقصى اليمين القادم

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon