توقيت القاهرة المحلي 02:56:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مظاهرات لبنان

  مصر اليوم -

مظاهرات لبنان

بقلم : عمرو الشوبكي

بدأت الاحتجاجات التى شهدتها لبنان مؤخرًا بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، وسرعان ما تحولت لتشمل رفض الطبقة السياسية الحاكمة كلها، ورفعت شعارات قاسية فى وجه النظام الطائفى وفساد أهل الحكم والسياسة.

وبعيدًا عن بعض التعليقات التافهة لقلة قليلة «ثقيلى الظل عديمى النخوة» من الشباب المصرى عن متظاهِرات لبنان «الحسناوات»، فإن مقارنة هذه الاحتجاجات بنظيرتها فى العالم العربى ستكون من زاوية تجذر النظام الطائفى مجتمعيًا فى لبنان، وفشل أى احتجاجات سابقة فى كسر حدة المُحاصَصة الطائفية بسبب عجز القوى التى ترفع شعار لبنان العلمانى عن أن تمتلك بديلًا قادرًا على أن يكسر هيمنة إمبراطوريات الطوائف، التى بَنَت شبكات مصالح ونفوذ مترسخة مجتمعيًا.

فى لبنان، المنظومة الطائفية ضاربة فى جذور المجتمع، وفشلت الحروب الأهلية والمظاهرات السلمية فى تغييرها على مدار عقود طويلة، وهو أمر ترسخ حديثًا فى العراق بعد الغزو الأمريكى، وصارت الاحتجاجات فى كلا البلدين «رغم التباين السياسى والمجتمعى» ضد منظومة طائفية سائدة وفاسدة.

الاحتجاج اللبنانى لا يواجه نظامًا أو دولة استبدادية، إنما يواجه منظومة طائفية تتحكم فى الطبقة السياسية اللبنانية، وتوزع على أساسها المغانم والحصص، التى يصل فتاتها إلى «شعب» كل طائفة، وهو بذلك عابر لهذه المنظومة، وفى مواجهتها أيضًا، مما يُصعِّب من فرص نجاحه فى التغيير الجذرى.

لقد خرج قطاع واسع من اللبنانيين فى هذه الاحتجاجات بصورة عابرة للطوائف، فقد أصر سُنّة بيروت وطرابلس الفيحاء على ذكر أسماء الجميع «الحريرى» و«عون» و«نصرالله» و«برى» للتعبير عن رفضهم أهل الحكم «كلن».

إن مجىء هذه القوى الاحتجاجية من المجتمع المدنى والمبادرات الأهلية المستقلة وكثير من الشباب متعدد الانتماءات الدينية والمذهبية جعلها بلا سقف، وخارج أى حسابات، وقامت بمهاجمة كل الطبقة السياسية فى البلاد، واتهمتهم جميعًا بالفساد، بمَن فيهم حسن نصرالله، الذى لم يتم استثناؤه، واعتبره الكثيرون على الأقل متحالفًا مع فاسدين، رغم محاولات فريقه اختراق المظاهرات وتحويلها إلى فرصة لتصفية الحسابات مع خصومه السياسيين. ومع ذلك، فإن الأدوات التى تمتلكها القوى الطائفية الحاكمة فى لبنان، وتحديدًا تحالف حزب الله والرئيس عون، مازالت أقوى من القوى الاحتجاجية، ومع ذلك تستطيع هذه القوى أن تُخلْخِلها وتُضْعِف من قدراتها على الهيمنة والاحتكار، وتفتح أفق يوم، قد يكون قريبًا، لتفكيك المنظومة الطائفية الحاكمة والمسيطرة على مُقدَّرات هذا البلد الصغير، شديد الثراء والتنوع.

رئيس الوزراء، سعد الحريرى، أقرب فى موقفه إلى تقديم الاستقالة، وهذا سيفتح الباب أمام متغيرات جديدة لبنانيًا وإقليميًا.. ولكل مقام مقال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مظاهرات لبنان مظاهرات لبنان



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon