توقيت القاهرة المحلي 07:22:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مظاهرات لبنان

  مصر اليوم -

مظاهرات لبنان

بقلم : عمرو الشوبكي

بدأت الاحتجاجات التى شهدتها لبنان مؤخرًا بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، وسرعان ما تحولت لتشمل رفض الطبقة السياسية الحاكمة كلها، ورفعت شعارات قاسية فى وجه النظام الطائفى وفساد أهل الحكم والسياسة.

وبعيدًا عن بعض التعليقات التافهة لقلة قليلة «ثقيلى الظل عديمى النخوة» من الشباب المصرى عن متظاهِرات لبنان «الحسناوات»، فإن مقارنة هذه الاحتجاجات بنظيرتها فى العالم العربى ستكون من زاوية تجذر النظام الطائفى مجتمعيًا فى لبنان، وفشل أى احتجاجات سابقة فى كسر حدة المُحاصَصة الطائفية بسبب عجز القوى التى ترفع شعار لبنان العلمانى عن أن تمتلك بديلًا قادرًا على أن يكسر هيمنة إمبراطوريات الطوائف، التى بَنَت شبكات مصالح ونفوذ مترسخة مجتمعيًا.

فى لبنان، المنظومة الطائفية ضاربة فى جذور المجتمع، وفشلت الحروب الأهلية والمظاهرات السلمية فى تغييرها على مدار عقود طويلة، وهو أمر ترسخ حديثًا فى العراق بعد الغزو الأمريكى، وصارت الاحتجاجات فى كلا البلدين «رغم التباين السياسى والمجتمعى» ضد منظومة طائفية سائدة وفاسدة.

الاحتجاج اللبنانى لا يواجه نظامًا أو دولة استبدادية، إنما يواجه منظومة طائفية تتحكم فى الطبقة السياسية اللبنانية، وتوزع على أساسها المغانم والحصص، التى يصل فتاتها إلى «شعب» كل طائفة، وهو بذلك عابر لهذه المنظومة، وفى مواجهتها أيضًا، مما يُصعِّب من فرص نجاحه فى التغيير الجذرى.

لقد خرج قطاع واسع من اللبنانيين فى هذه الاحتجاجات بصورة عابرة للطوائف، فقد أصر سُنّة بيروت وطرابلس الفيحاء على ذكر أسماء الجميع «الحريرى» و«عون» و«نصرالله» و«برى» للتعبير عن رفضهم أهل الحكم «كلن».

إن مجىء هذه القوى الاحتجاجية من المجتمع المدنى والمبادرات الأهلية المستقلة وكثير من الشباب متعدد الانتماءات الدينية والمذهبية جعلها بلا سقف، وخارج أى حسابات، وقامت بمهاجمة كل الطبقة السياسية فى البلاد، واتهمتهم جميعًا بالفساد، بمَن فيهم حسن نصرالله، الذى لم يتم استثناؤه، واعتبره الكثيرون على الأقل متحالفًا مع فاسدين، رغم محاولات فريقه اختراق المظاهرات وتحويلها إلى فرصة لتصفية الحسابات مع خصومه السياسيين. ومع ذلك، فإن الأدوات التى تمتلكها القوى الطائفية الحاكمة فى لبنان، وتحديدًا تحالف حزب الله والرئيس عون، مازالت أقوى من القوى الاحتجاجية، ومع ذلك تستطيع هذه القوى أن تُخلْخِلها وتُضْعِف من قدراتها على الهيمنة والاحتكار، وتفتح أفق يوم، قد يكون قريبًا، لتفكيك المنظومة الطائفية الحاكمة والمسيطرة على مُقدَّرات هذا البلد الصغير، شديد الثراء والتنوع.

رئيس الوزراء، سعد الحريرى، أقرب فى موقفه إلى تقديم الاستقالة، وهذا سيفتح الباب أمام متغيرات جديدة لبنانيًا وإقليميًا.. ولكل مقام مقال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مظاهرات لبنان مظاهرات لبنان



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon