توقيت القاهرة المحلي 19:59:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصطفى الكاظمي

  مصر اليوم -

مصطفى الكاظمي

بقلم : عمرو الشوبكي

وصل مصطفى الكاظمى إلى حكم العراق عقب احتجاجات شعبية، رفضت حكم الأحزاب والمحاصصة الطائفية، وراهن جانب منها على رجل من خارج المشهد الحزبى ويأتى من قلب المؤسسات الجديدة للدولة العراقية، فكان الكاظمى الرئيس السابق لجهاز المخابرات. وقد رفع المحتجون على مدار عام شعار: «كلا كلا للأحزاب»، معلنين رفضهم ليس فقط للحكومة والنظام السياسى، إنما امتد ليشمل رفض الحزبية والعملية السياسية برمتها.

والمؤكد أن هناك أسبابًا تخص الخبرة العراقية تفسر هذا الرفض الشعبى للأحزاب، حيث ارتبطت فى ذهن المواطن العادى بالمحاصصة الطائفية والمحسوبية والفساد، حيث بدا الأمر وكأن هناك كعكة مغانم يوزعها كل حزب على أعضائه وأنصاره ويترك غالبية الشعب دون أى اهتمام مادى أو معنوى.

والحقيقة أن أداء رئيس وزراء العراق بدا مميزًا ومختلفًا عن نظرائه السابقين لعدة أسباب، أهمها أنه مزج بين الخبرة الأمنية العسكرية والخبرة المدنية والسياسية، فهو رجل فى الأصل غير عسكرى، ولكنه تدرج فى سلم جهاز المخابرات حتى وصل إلى قمته، بما يعنى أنه يعرف قيم الانضباط والوطنية الخالصة التى تعرفها المؤسسة العسكرية، وفى نفس الوقت رجل سياسى حتى لو رفض أداء الأحزاب.

لقد بدا الكاظمى وكأنه نتاج تفاعل بين واقع حزبى مأزوم وملفوظ شعبيًا وبين مؤسسات دولة مأزومة أيضًا ومخترقة جزئيًا من الخارج، ومع ذلك فقد نجح الرجل أن يأخذ ميزات الاثنين، مهارة السياسى وحنكته، وانضباط رجل الدولة وصرامته. أهمية تجربة رئيس الوزراء العراقى أنه جاء فى ظل واقع شعبى رافض للأحزاب والعملية السياسية، ومع ذلك لم يقتل السياسة أو يجرمها ولم يحاصر الأحزاب والقوى السياسية (رغم اتهامها بالفساد والطائفية ورفض تيار واسع من الناس لها) إنما امتلك القوة والثقة فى مشروعه المستقل على الأحزاب وطرحه على الشعب دون أن يلغى مشاريع خصومه المنافسة.

ولذا وجدنا كيف اشتبك أنصاره بالكلام والحجة المضادة على أحد النواب العراقيين (محمد الكربولى) حين قال فى تصريح شهير إن «حكومة الكاظمى تدار عن طريق الفيس بوك وأى واحد يريد يقابله خليه يسوى مشاهداته مليون، وسيقابله»، والرد كان من «جنس العمل»، أى هجوم كلامى عليه، وأن البعض اعتبر أن ذلك دلالة على حرص الكاظمى على التواصل مع الشخصيات المؤثرة وذات الحيثية فى المجتمع العراقى.

مشروع الكاظمى قائم على التواصل المباشر مع الناس الحقيقية، وعلى أن هناك منظومة فاسدة جاء الرجل ليخلصهم منها، وشعارات صفحات مؤيديه تقول: الأحزاب الفاسدة لا تؤيده فكونوا أنتم الشعب مؤيديه أو ادعموا رئيس الوزراء «لإحقاق الحق المسلوب من قبل الحكومات السابقة»، وهو هنا يضاف إلى مشاريع كثيرة فى العالم العربى شيدت مشروع «المخلص العادل» بعضها أخفق وبعضها نجح، والكاظمى حتى اللحظة أقرب إلى أن يسجل تجربة نجاح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصطفى الكاظمي مصطفى الكاظمي



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 15:48 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني
  مصر اليوم - نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أمطار على محافظة الطائف فى السعودية

GMT 07:04 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الزمالك يبحث تأمين الصدارة على حساب إنبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon