توقيت القاهرة المحلي 23:28:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حسبة «برما»

  مصر اليوم -

حسبة «برما»

بقلم:عمرو الشوبكي

البرلمان الفرنسى الجديد منقسم بشكل أساسى بين أربع كتل، ثلاث منها متقاربة فى القوة، والرابعة أهميتها فى أنها قادرة على أن تحسم الأغلبية مع أى من التكتلات الثلاثة إذا دعمت إحداها.

والحقيقة أن الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) انقسمت بصورة غير معتادة بين كتل ثلاث متناقضة أيديولوجيًّا وسياسيًّا، فهناك أولًا تحالف اليسار ممثلًا فى الجبهة الشعبية الجديدة، وحصل على ١٨٢ مقعدًا، أما التكتل الثانى المؤيد للرئيس ماكرون فهو تحالف «معًا» (نفس عنوان هذا العمود منذ سنوات طويلة، ولا أعتقد أنه اقتبسه من المصرى اليوم)، وحصل على ١٦٨ مقعدًا، ثم جاء اليمين المتطرف فى المرتبة الثالثة وحصل على ١٤٣ مقعدًا، وأخيرًا جاء فى المرتبة الرابعة يمين الوسط الديجولى (حزب الجمهوريين) الذى حصل على ٦٠ مقعدًا.

وقد بلغت نسبة التصويت فى هذه الانتخابات حوالى ٦٨٪، وهى نسبة استثنائية فى تاريخ الانتخابات البرلمانية الفرنسية، ولم تكن لتحدث لولا التعبئة السياسية والانتخابية التى قامت بها مختلف الأحزاب والقوى السياسية، يمينية ويسارية، فى مواجهة اليمين المتطرف، وحدث فيها تنسيق انتخابى يعطى دروسًا فى إنكار الذات والتخلى عن المكاسب الصغيرة لصالح هدف أكبر ودرء خطر تعتبره هذه القوى يهدد البلاد.

المعروف أن قانون الانتخابات فى فرنسا يجعل الإعادة بين كل من حصل على ١٢.٥٪ من أصوات الناخبين ولم يصل إلى ٥٠٪+١، بما يعنى أن الإعادة يمكن أن تكون بين ٤ أو ٥ مرشحين.

وهنا توافق تحالف اليسار مع تحالف اليمين على إعطاء فرصة الإعادة للمرشح الذى حصل على أعلى الأصوات وسحب باقى المرشحين، مما عظم من فرص فوز مرشح واحد فى مواجهة مرشح اليمين.

برلمان فرنسى منقسم بين ثلاث كتل، ويحتاج لكى يعطى ثقته لحكومة جديدة أن يحدث تحالف بين النواب المؤيدين للرئيس ماكرون والجمهوريين، وهنا سنجد صعوبات كبيرة تواجه هذا التحالف، نظرًا لحساسيات وخلافات كثيرة بين التيارين، حيث يحمّل حزب الجمهوريين الرئيس ماكرون مسؤولية إضعاف حزبهم بإقامة مشروع سياسى استقطب فيه كثيرًا من أعضاء الحزب.

أما الحسبة الثانية فهى أن ينجح ماكرون فى تفتيت تحالف اليسار ويقبل بحكومة يقودها رئيس وزراء اشتراكى، خاصة أن الحزب حصل على ٥٩ مقعدًا، ويمكنه أن يحصل على دعم أحزاب الخضر (حصلت على ٢٨ مقعدًا)، والحصول على الأغلبية المطلوبة (٢٨٩ مقعدًا) وتشكيل حكومة جديدة. كل خطوة من هذه الخطوات تحمل حسابات معقدة، فمن الصعب أن تقول إن أى تكتل من الكبار يمكن أن يتحالف مع تكتل أو حزب أصغر بسهولة، ولا يمكن فى نفس الوقت تصور أن اختيار رئيس حكومة اشتراكى (حزب ماكرون السابق) أمر سهل.. ولكن حيوية المجتمع والنظام السياسى والحزبى جعل الوصول لتفاهمات بين مختلف القوى أمرًا طبيعيًا وراجحًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسبة «برما» حسبة «برما»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية
  مصر اليوم - تحقيق يكشف عن تقييد فيسبوك للصفحات الإخبارية الفلسطينية

GMT 23:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق نتائج مبهرة خلال التجارب

GMT 06:24 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعًا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:03 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

ازمة في الاتحاد السكندري بسبب مواعيد الكأس

GMT 00:30 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

جماهير المصري تدعم الفريق قبل مواجهة النجوم

GMT 22:45 2024 الجمعة ,23 آب / أغسطس

قصي خولي يقدم برنامج "من سيربح المليون"

GMT 00:03 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

المصري يرفض الإستغناء عن بوسكا

GMT 21:20 2019 الخميس ,25 تموز / يوليو

سموحة يتعاقد مع الليبي محمد الترهوني

GMT 10:04 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

نجاح المصرى بالخارج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon