توقيت القاهرة المحلي 22:16:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انفصال الأكراد

  مصر اليوم -

انفصال الأكراد

بقلم : عمرو الشوبكي

صوّت حوالى 93% من أكراد العراق لصالح انفصال إقليم كردستان عن الجمهورية العراقية، رغم الصعوبات الكثيرة التى مازالت تواجه الإقليم من أجل تحقيق استقلاله عما تبقى من الجسد العربى.

إن النقاش حول قضية الأقليات القومية والعرقية فى العالم العربى حديث شائك، لأنه كثيرا ما يدفع البعض لتكرار حديث المؤامرة الذى يحول المنطقة كلها إلى مفعول به ويجعلها فى صورة العاجز عن أى مقاومة أو فعل، ولو ببناء نموذج تنموى وديمقراطى فى الداخل يواجه تحديات الخارج.

يقينا الأكراد قومية أخرى غير العربية والتركية والفارسية، وليس مطلوبا أن يعيشوا قهرا تحت حكم أى قومية أخرى كما جرى لفترات طويلة، خاصة أن تاريخهم الحديث هو تاريخ صراع دائم مع كل القوميات التى حاولت أن تذيب هويتهم القومية.

صحيح أن هناك قوميات كثيرة ذابت فى قوميات أخرى، وهناك من تحولت «أقصى أمانيها» إلى الحصول على حكم ذاتى، أو احترام لغتها وخصوصيتها الثقافية فى ظل سيطرة (وحكم) قومية أخرى، بمعنى أنه لا توجد قاعدة تاريخية تقول إن كل القوميات أسست دولا مستقلة، ولا كلها ذابت فى قوميات أخرى، ويصبح من الصعب فصل العوامل الجيوسياسية عن الحق الأخلاقى فى تقرير مصير أى قومية دينية أو عرقية.

إن الدولة الكردية المستقلة وارد نجاحها فى العراق رغم الصعوبات الحالية، نظرا لضعف الدولة العراقية، ولكنه مستحيل نجاحها فى تركيا أو إيران نظرا لقوة الدولة والنظام السياسى هناك.

فالمؤكد أن استفتاء أكراد العراق مستحيل أن يقوم به أكراد تركيا أو أكراد إيران، ولكن ربما يقوم به فى المستقبل أكراد سوريا، فالأمر لا يخضع فقط لصحة الموقف الأخلاقى والقانونى بضرورة إعطاء حقوق المواطنة الكاملة للأقليات المختلفة وحقها الثقافى فى التعبير عن عاداتها وتقاليدها وتعلم لغتها، وهو ما انتزعه جزئيا معظم أكراد المنطقة، إنما أيضا لاعتبارات سياسية داخلية وخارجية كثيرة.

يقينا الأكراد قومية أخرى غير العربية، هذا واقع تاريخى وثقافى لا علاقة له بالمؤامرة، ويقينا أيضا أن من حق الأقليات القومية أن تحصل على كامل حقوقها الثقافية، أما حقوقها السياسية فهى قد تكون حكما ذاتيا كما جرى فى كردستان العراق أو انفصال كامل عن العراق كما صوت مؤخرا الأكراد، وهنا نكون انتقلنا من مساحة الحق المطلق (حق كل قومية فى التعبير عن نفسها ثقافيا ودينيا ولغويا) إلى مساحة الاجتهاد النسبى، أى الاختيار بين الحكم الذاتى أو بناء دولة مستقلة.

اعتراض الكثيرون على انفصال الأكراد لا يرجع لأنهم جزء من مؤامرة صهيونية فى خصر الأمة العربية، وغيره من الكلام الفارغ الذى يسىء لنا كعرب أكثر مما يسىء للأكراد، إنما بسبب توقيت الانفصال الذى يستغل ضعف الدولة العراقية، كما أنه يضم أقاليم متنازع عليها مثل كركوك والموصل، ويدفع أطرافا غير عربية- أى تركيا وإيران- لمزيد من التدخل فى الصراع الدائر فى العراق.

علينا أن نقر بمبدأ حق تقرير المصير للأكراد وليس المؤامرة، ولكن الشكل السياسى لهذا التقرير لا يعنى بالحتم والضرورة، وكما علمتنا تجارب التاريخ أن يكون نهايته دولة مستقلة، فالاتحاد الفيدرالى بين قوميات متعددة خيار أيضا ضمن خيارات أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفصال الأكراد انفصال الأكراد



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 20:39 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 21:19 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يرد على تصريحات المخرج محمد سامي

GMT 01:56 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 19:58 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

حسين الشحات مهدد بالحبس فى أزمة الشيبى

GMT 00:21 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

أسعار الدولار في البنوك المصرية الأحد

GMT 00:41 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

ريال مدريد يزيل "راموس" من موقعه الرسمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon