توقيت القاهرة المحلي 00:05:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوراقنا وأوراقهم

  مصر اليوم -

أوراقنا وأوراقهم

بقلم : عمرو الشوبكي

فى العلاقات الدولية لا تعتبر القُبلات بين الزعماء والإشادة بالعلاقات الأخوية دليلًا على متانة التحالفات، تمامًا مثلما لا يعتبر سيل الشتائم دليل قوة أو تفوقًا على الخصوم والدول المناوئة. وحين تدخل أى دولة فى صراع أو أزمة إقليمية ودولية، فإن نجاحها يتوقف فى قدرتها على امتلاك أوراق قوة وضغط تساعدها فى تحقيق مصالحها، وليس بكم الشتائم أو باقات الورود التى تلقى على الحلفاء أو الخصوم.

ويقينًا، فإن مصر لديها معركة حدود ودفاع عن أمنها القومى وحضورها الإقليمى فى ليبيا، وهنا سنجد أوراقًا تمتلكها مصر وأخرى تمتلكها تركيا، لن يغير فيها شتم أردوجان ونظامه كل يوم، فسيبقى حسم أى صراع على ضوء توازنات القوى وليس هتافات الإعلام.

أوراق تركيا فى ليبيا للأسف كثيرة ولكنها تظل أقل من مصر لو أحسنت الأخيرة ترتيبها مرة أخرى، فتركيا تمتلك ورقة الاتفاق مع حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا حتى لو كان العالم كله يعرف، بما فيه تركيا، أنها تمثل أحد أطراف الصراع المسلح فى ليبيا وليس حكومة شرعية متوافقًا عليها فى الداخل، كما أن تركيا تمتلك أوراق ابتزاز أوروبا بورقة المهاجرين الذين عملت على إطلاقهم فى اتجاهها أكثر من مرة، كما أنها تمتلك ورقة المساومة فى علاقتها بالقوى الكبرى، خاصة أمريكا وروسيا، فقد اصطدمت بالأولى أكثر من مرة العام الماضى حول أكثر من ملف، ولكنها حلّت خلافاتها واحتفظت بقناة اتصال دائمة مع أمريكا، كما أنها دخلت فى مواجهة عنيفة مع روسيا فى سوريا واشتبكت فى مواجهات مسلحة مع الجيش السورى وتصور الكثيرون انتهاء التحالف بينهما، لكنها عادت وتفاهمت مع الدب الروسى. وسيظل من الوارد تكرار نفس التفاهمات فى ليبيا، رغم الخلافات بين الجانبين، ورغم إلغاء زيارة وزيرى الدفاع والخارجية الروسيين إلى أنقرة أمس الأول.

أما مصر فتمتلك ورقة الحدود المباشرة مع ليبيا، فهى لا تحتاج إلى أن تتحرك فى محيط جغرافى أو مسرح عمليات على بعد آلاف الأميال، كما امتلكت مصر ورقة مهمة للغاية، يجب استعادتها، وهى دعم مشروع إعادة بناء الدولة الوطنية الليبية والذى يقوده عسكريًا المشير حفتر وسياسيًا رئيس البرلمان عقيلة صالح، وفى نفس الوقت ظلت لديها علاقة قوية مع حكومة الوفاق وزار السراج مصر حتى وقت قريب أكثر من مرة.

يقينًا حدث خلاف سياسى مع الوفاق وارتمى السراج فى أحضان الأتراك، وعلى مصر أن تستعيد مرة أخرى أوراقها فى طرابلس، حيث النخب السياسية والاقتصادية المدنية. لو نجحت مصر فى تحقيق اختراق سياسى فى داخل الغرب الليبى، يستبعد فقط جماعات التطرف والإرهاب، فإن أوراقها ستكون أكثر تأثيرًا من تركيا وستعيد تشكل الخريطة السياسية مرة أخرى فى ليبيا فى ظل استحالة الحسم العسكرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوراقنا وأوراقهم أوراقنا وأوراقهم



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon