توقيت القاهرة المحلي 14:27:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا: الانتخابات ليست الحل

  مصر اليوم -

ليبيا الانتخابات ليست الحل

بقلم - عمرو الشوبكي

انتهت أعمال مؤتمر باريس الذى دعا إليه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ورَعَتْه الأمم المتحدة وشاركت فيه الأطراف الليبية الأربعة الأساسية: رئيس حكومة الوفاق الوطنى فايز السراج، ورئيس مجلس الدولة خالد المشرى، وقائد الجيش الوطنى خليفة حفتر، ورئيس البرلمان المعترف به دولياً عقيلة صالح، كما حضر اللقاء ممثلون عن عشرين دولة، منها مصر والإمارات والكويت والسعودية وتركيا وقطر، بالإضافة إلى تونس والجزائر.

وأعلن المؤتمر التوافق على إجراء انتخابات فى ليبيا فى 10 ديسمبر المقبل، يلتزم بنتائجها الجميع، والمعروف أن ليبيا شهدت انتخابات فى 2012 أسفرت عن هزيمة الإخوان المسلمين لم يحترمها أحد، وأصبح هناك فى ليبيا برلمان بلا أى دور أو وظيفة حقيقية على الأرض، وشُكِّلت حكومة لم تستطع أن تؤمِّن وزراءها ولا حياة رئيسها، وتكرر نفس الأمر ولو بصورة جزئية مع حكومة الوفاق الوطنى التى شُكِّلت فى 2015 ولم تستطع أن تسيطر بشكل كامل على طرابلس، واعتمدت أيضاً على دعم قبلى و«ميليشياتى»، ولم تستطع بناء جيش وطنى ��لا أجهزة أمنية مهنية وقوية كما طالب مؤتمر باريس.

الجانب الأهم والإيجابى فى قمة باريس أنها استبعدت الجماعات الدينية المتطرفة، رغم أنها دعت داعميها إلى الحضور، ولو الشكلى (تركيا وقطر)، وستبقى مشكلتها أنها تكرر نفس أخطاء ما جرى عقب انتخابات 2012 التى لم تحل مشاكل ليبيا، بل ربما عمقت النزاع على الشرعية، بأن تصورت أن الحل سيكون فى إجراء انتخابات أخرى فى ديسمبر المقبل.

حل مشكلة ليبيا يبدأ بقراءة واقعها على الأرض، والذى يقول إنها لا تعانى مثل معظم الدول العربية من وجود مؤسسات دولة مأزومة أو عديمة الكفاءة أو حتى فاسدة، إنما هى من الأساس لا توجد فيها دولة، والكيان الوحيد الذى يحمل شكلاً مؤسسياً هو الجيش الوطنى، بقيادة «حفتر»، والذى يمثل تقريباً حوالى 40% من القوة المسلحة الموجودة فى ليبيا.

والحل فى ليبيا سيكون بالانحياز القاطع لخيار من اثنين: الأول دعم «حفتر» وجيشه لدحر الإرهابيين ��تى لو حكم قائده فى البداية، ولكن يضع المجتمع الدولى ضمانات لفتح الطريق لعملية سياسية. والثانى هو التوافق بين القيادة السياسية المعترف بها دولياً، أى حكومة فايز السراج، وبين قائد الجيش خليفة حفتر، بأن تكون هناك قيادة مدنية سياسية تحكم البلاد ومؤسساتها، بما فيها الجيش، وتدل كل المؤشرات على أنه لا اتفاق بين الجانبين، وأن كلاً منهما يسير فى طريق مخالف تماماً للآخر.

الانتخابات فى ليبيا ليست نقطة البداية، إنما فرض إحدى المعادلتين: معادلة بناء الدولة والجيش وهزيمة الإرهاب، أو بناء الدولة والانطلاق فى المسار السياسى معاً.

المصدر : جريدة المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا الانتخابات ليست الحل ليبيا الانتخابات ليست الحل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon