توقيت القاهرة المحلي 00:03:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفترة الانتقالية لا تكون 3 سنوات

  مصر اليوم -

الفترة الانتقالية لا تكون 3 سنوات

بقلم : عمرو الشوبكي

عرف السودان، البلد الجار والشقيق لمصر، انتفاضة عظيمة أسقطت واحدًا من أسوأ النظم الاستبدادية فى المنطقة العربية، ومع ذلك يدهشك البعض بخيارات القوى المدنية التى تذكرك بخيارات نظرائها فى مصر حين قدمت، عقب ثورة يناير، هدايا مجانية لكل خصومها وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين، وفتحت الطريق لتدخل الجيش فى المسار السياسى وبدعم شعبى كبير.

مدهش وصادم حين يقرر المجلس العسكرى الانتقالى فى السودان أن تكون المرحلة الانتقالية عامين، ثم يأتى إعلان قوى الحرية والتغيير (المعبر الأساسى عن الثورة) ويطالب بأن تصبح أربع سنوات ثم بعد مفاوضات مع المجلس العسكرى يتوصلان إلى أن تصبح ثلاث سنوات.

إن الاتفاق المهدد بين الطرفين نص على وجود مجلس سيادة يتساوى فيه عدد المدنيين والعسكريين ورئيسه عسكرى (صلاحيات رئيس جمهورية) ومجلس وزراء مدنى، ومجلس تشريعى يضم 300 عضو ثلثهم يعبرون عن قوى الحرية والتغيير والباقى سيتم اختيارهم بالتشاور بين الجانبين.

والحقيقة أن خيار «تطويل» الفترة الانتقالية هو خيار ضد المنطق والعقل، وضد حتى مشروع قوى الحرية والتغيير للانتقال لدولة مدنية ديمقراطية، فالمطلوب تقصير الفترة الانتقالية لتصبح عاما واحدا على الأكثر.

إن مساراً انتقالياً مدته ثلاث سنوات يعنى كارثة على عملية الانتقال الديمقراطى، فمن ناحية أولى هو يخلق سلطة ضعيفة منقسمة على ذاتها تتعارض فيها مراكز القوى مما يعنى عدم وجود أى قدرة على إنجاز أى شىء للمواطن السودانى إلا التظاهر والاعتصام، أو العراك على فضة أو مكانة.

مجلس سيادى ومجلس وزراء ومجلس تشريعى لمدة 3 سنوات يعنى عدم قدرة على اتخاذ أى قرار، فتعدد مراكز القوى وانقسامها داخل السلطة التنفيذية والتشريعية فى بلد يعانى من انقسام سياسى وجهوى وانفصل جنوبه عنه وتطالب أقاليم أخرى بالانفصال، ويعانى أيضا من وجود ميليشيات مسلحة تابعة لنظام البشير، كما شهد قبل أن يجف حبر الاتفاق بين المجلس العسكرى وقوى الحرية والتغيير مصادمات فى ساحة الاعتصام سقط فيها 5 قتلى وعشرات المصابين ودفعت المجلس العسكرى لتعليق التفاوض.

هل يتخيل قادة الحرية والتغيير أن السودان يحتمل سلطة منقسمة وضعيفة وغير منتخبة 3 سنوات؟ هل يتصورون أن من سيختارون لدخول الوزارة أو البرلمان أو المجلس السيادى لن يثيروا حفيظة الآخرين الذين لم يمثلوا فى هذه المجالس وسنسمع عن «س» الذى باع الثورة و«ص» الذى تحالف مع المجلس العسكرى وغيرهما من الاتهامات المتبادلة.

هذه الحالة لن تستمر لأشهر وسيفقد قبلها الناس ثقتهم فى الثورة وفيمن يمثلونها، وسيطالبون المجلس العسكرى بحسم الأمر وتقديم المرشح القوى لينقذ البلاد من الفوضى والانقسام.

يحتاج السودان لرئيس جسر بين النظام القديم والجديد ينتخب من الشعب بعد عام على الأكثر وليس فترة انتقالية ثلاث سنوات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفترة الانتقالية لا تكون 3 سنوات الفترة الانتقالية لا تكون 3 سنوات



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon