توقيت القاهرة المحلي 22:53:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإسقاط على «يوليو»

  مصر اليوم -

الإسقاط على «يوليو»

بقلم : عمرو الشوبكي

مدهش جانب من هذا النقاش الذى يدور على مواقع التواصل الاجتماعى حول ثورة يوليو، فكل مَن يختلف مع عصر من العصور التالية لها يُحمل «يوليو» المسؤولية، فمَن يختلفون مع العهد الحالى يقولون إن «يوليو» هى السبب، ومَن يختلف مع الرئيسين الراحلين مبارك والسادات فيقول إنهم نتاج عبدالناصر و«يوليو»، حتى غاب التقييم الموضوعى للتجربة نفسها، والذى يناقشها بما لها وما عليها فى ضوء سياقها التاريخى.

إن النقاش حول «يوليو» ترك الحدث الكبير وأسقط موقفه من العصور التالية على ثورة يوليو، واعتبر البعض أن مشاكل مصر الحالية سببها نظام «يوليو»، المطلوب شطبها أو طمسها من تاريخنا المعاصر.

والحقيقة أن تقييم «يوليو» يجب أن يقوم مثل كل تجارب التغيير الكبرى فى العالم على بعدين أساسيين: الأول هو نظامها، والثانى هو مشروعها، فالأول يمكن نقده أو تجاوزه أو حتى التخلص منه لأنه بحكم الطبيعة نتاج عصر محدد وسياق بعينه، أما المشروع فيتمثل فى مبادئ ثورة يوليو فى التحرر والاستقلال الوطنى والنظام الجمهورى والعدالة الاجتماعية والتنمية المستقلة والنهضة الثقافية والعمل من أجل الوحدة العربية والإيمان بحركة الشعوب ودورها، وهو باقٍ.

حصيلة تجربة ثورة يوليو لم تكن كلها إيجابية كما يصورها البعض ولا كلها سواد كما يتحدث عنها البعض الآخر، فعبدالناصر مسؤول عن هزيمة ٦٧، حتى لو اعترف بمسؤوليته عنها واستقال، ومسؤول عن تجاوزات أمنية حاول أن يصححها متأخرًا، ومسؤول أيضًا عن التوسع فى التأميم حتى طال قطاعات غير استراتيجية لم يكن مطلوبًا تأميمها، ولذا مطلوب أن تميز مجتمعاتنا بين قيم ومبادئ أى تجربة تاريخية، وعلى رأسها ثورة يوليو، وبين نظامها، الذى هو محل نقد ومتغير.

سيبقى حضور «يوليو» فى التاريخ ليس بسبب الخلاف حول كثرة أو قلة أخطائها، إنما لأنها حملت مشروعًا سياسيًّا قام على التحرر والاستقلال الوطنى، الذى ناضلت من أجله معظم دول الجنوب والعالم الثالث، أما أخطاؤها فهى كثيرة، ونظامها السياسى مطلوب تجاوزه، والفرق بين النظام والمشروع يجعل كل هذا التشنج حول ثورة يوليو لا قيمة تُذكر له لأن «يوليو» لم تكن مجرد نظام سيختفى بالسباب أو ينتشر بالمديح، إنما كانت مشروعًا سياسيًّا لا تزال مبادئه حاضرة فى مصر والعالم العربى، ولذا فلن نندهش فى فهم سر بقاء الثورة الفرنسية، التى عرفت نظامًا فيه قتل وعنف وانتكاس عن مبادئ الثورة، ولكنها عرفت أيضًا مبادئ عابرة للزمن، فسقط نظام الثورة الفرنسية، وبقيت مبادئها قى الحرية والمساواة والإخاء، ونفس الأمر سينسحب على كل تجارب التحرر والاستقلال الوطنى، التى رفعت رايتها بلدان كثيرة فى العالم، وعلى رأسها ثورة يوليو فى مصر، فستبقى قيم هذه التجارب حاضرة مادامت هذه البلدان فى حاجة إلى العدالة والتنمية والكرامة الوطنية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإسقاط على «يوليو» الإسقاط على «يوليو»



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 07:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
  مصر اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 17:31 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي
  مصر اليوم - تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 21:27 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح خارج سباق المنافسة على جائزة أفضل لاعب أفريقي

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 06:22 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

عمرو أديب يحذر من فيلم سبايدر مان الجديد

GMT 11:18 2019 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

اهمية تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر

GMT 22:37 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon