بقلم : عمرو الشوبكي
فى ظل المشاكل المعروفة فى النظام التعليمى فى مصر، وضعف قدرة الطلبة على الإبداع والابتكار، خاصة فى التعليم الحكومى، الذى هو قلب العملية التعليمية ومعيار النجاح والتقدم لأى بلد، أصبح هناك من يطالب الصحافة بلعب دور «تعليمى» بمعنى التأثير فى الرأى العام عن طريق نشر الأخبار العلمية وتطور العلوم.
واعتبر البعض أن محاولات تطوير تدريس المواد العلمية فى مصر بخلق منهج يعتمد على الموضوع والفكرة يقوم بتدريسه مدرس واحد مثلما يحدث فى تجارب متقدمة، مثل تدريس موضوعات علمية أو كيميائية أو مواد الفيزياء والرياضيات وقضايا الكون والمجرات والأنهار والبحار كمنهج أو مقرر واحد- تحتاج إلى دعم من الصحافة أيضا.
الاهتمام بالعلوم فى المدارس الحكومية يحتاج إلى بيئة حاضنة موازية من المجتمع، ويرى الدكتور جلال شمس الدين أن القادر على خلقها هو الصحافة، ويقدم فى ذلك اقتراحا محددا:
الأستاذ الدكتور عمرو الشوبكى
تحية طيبة وبعد،
ربما لاحظ القارئ لبعض الصحف المصرية تخصيص صفحة، وأحيانا صفحتين أو أكثر مع تقرير أو مقدمة فى الصفحة الأولى لرياضة كرة القدم حتى تتقدم مصر فى هذه الرياضة، ولا بأس فى ذلك، فالرياضة مهمة جدا بالنسبة لكافة الشعوب، ولكن الغريب فى الأمر والذى يدعو للتساؤل والدهشة هو عدم وجود ولو صفحة واحدة كل أسبوع تُخَصص للعلم والعلماء والمبتدئين من الباحثين أسوة بالرياضيين، يناقشون فيها أهم المسائل العلمية المعاصرة بأسلوب صحفى مبسط كما هو الحال فى معظم الصحف الكبرى فى العالم، مع عرض مبسط أيضا لأحدث البحوث والنظريات، وعرض المشاكل التى تواجه الباحثين والحلول المقترحة لها، فيخصص نصف الصفحة للعلوم الطبيعية وهى الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا، ونضيف إليها الرياضيات، والنصف الثانى من الصفحة يخصص للعلوم الإنسانية وهى علم النفس والاجتماع والاقتصاد والتاريخ والمنطق والفلسفة وفلسفة العلوم (وهو العلم الذى تجاهلناه أكثر من 150 عاما رغم أنه يعلمنا كيف نصنع العلوم).
اهتمام الصحافة بالعلم يعنى اهتمام المجتمع والبلد بالعلم والعلوم، والأهم التفكير العلمى.
هل ستتقدم مصر بعد ذلك فى كافة المجالات السابقة أم ستظل كما هى، أم هناك طريق آخر لتقدمها لا أعرفه؟ طبعا هناك طرق عديدة جدا لتقدم مصر، ولكن هذا الطريق هو فى نظرى من أهمها فى الوقت الراهن، وهو دفع الرأى العام للاهتمام بالعلوم بشكل عام، وعدم تركيزه فقط على رياضة واحدة وهى كرة القدم، ينشغل بها الناس ولا يشتغلون بكل ما من شأنه إعمال العقل والتفكير العلمى.
لو استجابت الصحف المصرية لهذا النداء، خاصة جريدتى المفضلة «المصرى اليوم»، فسيكون هذا أمرًا عظيمًا.
ولكم منى كل التقدير والاحترام.
د. جلال شمس الدين