توقيت القاهرة المحلي 01:38:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة الإعلام

  مصر اليوم -

رسالة الإعلام

بقلم : عمرو الشوبكي

من المؤكد أن ما جرى فى قرية شبرا البهو بمحافظة الدقهلية من محاولة منع جثمان طبيبة من أن تدفن فى مقابر أسرتها جريمة يجب ألا تمحى من الذاكرة الجماعية للشعب المصرى، ويجب ألا نمر عليها مرور الكرام، لأنها عكست انحطاطًا فى القيم وجهلًا غير مسبوقين، وأن إطلاق اسم الطبيبة الراحلة على إحدى مدارس القرية خطوة صحيحة فى اتجاه تغيير اسم القرية ليحمل اسم الدكتورة سونيا عبدالعظيم.

ورغم التدخل الحاسم لأجهزة الأمن فى مواجهة المحتجين من عديمى المروءة والأخلاق، وتم دفن الطبيبة وألقى القبض على 24 شخصا، إلا أن هذا الحدث لابد أن يفتح جراحًا كثيرة ليس فقط عن التحول الذى أصاب بعض قطاعات من الريف المصرى، إنما أساسا مسؤولية الجميع، نظاما سياسيا، وإعلاما، ومؤسسات أهلية فى توعية الناس وعدم الوصول إلى هذا المشهد.

إن هذا السلوك المشين عكس جهلا كاملا بطبيعة الفيروس الذى ينتشر بسبب التجمعات، وعدم أخذ مسافات بين الأحياء وليس عقب الوفاة، فلم يحدث فى تاريخ البشرية أن خرج فيروس من قبر متوفى، وإن الخطر يكون أثناء تغسيله، وهو ما يتطلب إجراءات خاصة أوضحتها نقابة الأطباء فى كل رسائلها وليس الإعلام بكل أسف.لقد فشلنا جميعا فى توعية الناس، وأولنا الإعلام، ولن تحل نظرية «الشعب الجاهل» المشكلة، لأنه لا توجد شعوب فى تاريخ الإنسانية وُلدت أمية أو يعشعش فى عقولها الخرافة والجهل بسبب جينات موروثة، إنما هى نتاج ظروف سياسية وثقافية وتعليمية تجعل بعضها يتصرف بهذا الشكل المتدنى.

يقينًا، غالبية المصريين ليس لهم علاقة بسلوك هذا القطيع، ولكن من المهم أن تواجه الدولة هذا التسيب بسطوة القانون وردعه، وأن تتوقف فورا كل صور الاستباحة والتجهيل والبلطجة التى وجدت لها مناخا آمنا طالما هى بعيدة عن الكلام فى السياسة أو «بين الشعب وبعضه»، وأن يظهر وجه مطلوب «الآن وليس غدا» لدولة قانون قد يكون الظرف الاستثنائى الذى نعيشه الآن فرصة ليتحول إلى سلوك طبيعى ودائم. نعم، يحتاج المجتمع إلى توعية إعلامية طول الوقت وتوعية مضاعفة فى وقت الأزمات والحروب والكوارث، ويجب ألا يخضع للأهواء أو يسمح فيه بترديد الخرافات والكلام الفارغ فى بلد يعانى من أمية الثلث، ترتاح لأحاديث الخرافة والمؤامرة، ولايزال التليفزيون والراديو هما الأقدر على مواجهتها وتوعية الناس أكثر من غيرها.

مطلوب فى كل القنوات حديث منظم وغير عشوائى عن مخاطر الفيروس وطرق الوقاية، وأيضا عرض لنماذج انتصرت عليه من الناس العادية، وبطولات الأطباء، وغيرها من الصور التى لا تحول الفيروس إلى خرافة مرعبة، إنما مرض يمكن الانتصار عليه بالعلم والجدية.رحم الله الطبيبة وصبّر أهلها على مصابها، وبدعم ومحبة ملايين المصريين سيطوون ذكرى سلوك القلة الجاهلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة الإعلام رسالة الإعلام



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon