توقيت القاهرة المحلي 20:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رب ضارة

  مصر اليوم -

رب ضارة

بقلم : عمرو الشوبكي

تلقيت رسائل عديدة حول الانتخابات الأمريكية، إحدى هذه الرسائل من الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم بسيونى، وجدت فى ترامب ميزة، وجاء فيها: مهما قيل عن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وتصرفاته الغريبة، والخارجة عن الأعراف والتقاليد، فيمكن اعتبار فوزه بفترة رئاسية أمريكية عام 2016 كان نعمة على البعض، فقد كان الرجل صادقًا فى محاربته للإسلام السياسى، وبالأخص لتنظيم الإخوان المسلمين الذى فرَّخ جميع التنظيمات الإرهابية الإسلامية السنية مثل القاعدة، وداعش، وطالبان، وشكر طيبة الباكستانية، وجبهة النصرة السورية، وبوكو حرام النيجيرية، ومحاكم الشباب الصومالية، وغيرها كثير. لقد كان أوباما على علاقة ودية مع الإخوان المسلمين بذريعة أنهم يمثلون الإسلام المعتدل، ويمكن توظيفهم لضرب الإسلام المتشدد، وهذا الاعتقاد أثبت فشله. لذلك وقفت إدارة الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته آنذاك مع فوز الإخوان المسلمين فى مصر أثناء انتفاضات الربيع العربى عام 2011. كما وقفت إدارة أوباما ضد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أنقذ مصر من أبشع حكومة فاشية دينية فى العالم الإسلامى. لذلك ففوز ترامب عام 2016 على الأقل كان فى صالح القوى المناهضة للتطرف الإسلامى فى العالم. لقد راح البعض طوال حكم ترامب يمنون النفس بأن أمريكا فى طريقها إلى الانهيار، ويستشهدون بمقالات من بعض المفكرين الأمريكان، ومن غيرهم، مفادها أنه بما أن جميع الإمبراطوريات فى التاريخ قد انهارت فإن «الإمبراطورية الأمريكية» لابد أن تنهار. فى الحقيقة هذه المقالات لا تتعدى كونها مجرد تمنيات تعبر عن رغبة كتابها ومن يشاركهم فى نمط التفكير، ولا نصيب لها من التحقق. فأمريكا ليست إمبراطورية، بل اتحاد ديمقراطى لخمسين ولاية، يتمتع كل منها بحكم ذاتى وفق دستور ديمقراطى. وهذه الدولة تضم شعبًا معظمه من المهاجرين من جميع العناصر البشرية فى العالم. فهذا الشعب الذى كان قبل ستين عامًا يمنع السود من الترشح والتصويت، انتخب أمريكيًا أسود مثل أوباما، وكذلك اليوم السيناتور كمالا هاريس فازت كأول امرأة، وأول ملونة من أم هندية، وأب من أصول إفريقية، كنائبة للرئيس. ليس هذا فحسب، إذ هناك توقعات أن الرئيس المنتخب جو بايدن، البالغ من العمر 78 عامًا، لن يترشح للرئاسة القادمة عام 2024، لأنه سيكون حينئذ عمره 82 سنة. وبذلك سيفتح الباب لنائبته كمالا هاريس للترشح لرئاسة أمريكا فى الانتخابات الرئاسية القادمة، وربما ستفوز. والدرس الآخر الذى يمكن استخلاصه من هذه الانتخابات هو، وكما قال ونستون تشرتشل: (إن الحكومة الديمقراطية ليست مثالية، ولكن إلى حد الآن لا توجد حكومة أفضل من الحكومة الديمقراطية). ففوز دونالد ترامب عام 2016 كان نوعًا من الانحراف (aberation)، ومن الأخطاء التى لم يسلم منها النظام الديمقراطى. ولكن النظام الديمقراطى يمتلك آلية التصحيح الذاتى (Auto-correction) لأخطائه. وها هى الانتخابات الأمريكية الأخيرة قد صححت ذلك الخطأ، وتخلصت من ترامب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رب ضارة رب ضارة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon