توقيت القاهرة المحلي 06:18:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التكنولوجيا والأيديولوجيا

  مصر اليوم -

التكنولوجيا والأيديولوجيا

بقلم : عمرو الشوبكي

اخترقت إسرائيل، فى يومين، شبكة اتصالات حزب الله، واخترقت فى اليوم الثالث سرية تحركات قادة الحزب، واستهدفت عددًا منهم فى الضاحية الجنوبية.

وقد نجح جهاز الاستخبارات الإسرائيلى (الموساد) فى إجراء عملية اختراق من «المنبع» بترتيب تعاقد شركة BAC Consulting، ومقرها المجر، مع شركة Gold Apollo التايوانية لإنتاج أجهزة البيچر، لكن فى حقيقة الأمر، كانت الشركة الأولى وهمية، وجزءًا من واجهة إسرائيلية أنشأها ضباط استخبارات إسرائيليون لوضع مادة PETN المتفجرة بشكل خفى وبتقنية عالية، وأُرسلت إلى الحزب على دفعات فى 2022، دون أن يشعر بما هو مخبأ داخلها. وفجرت إسرائيل هذه الأجهزة المستخدمة من عناصر حزب الله، فسقط 12 شهيدًا، بينهم طفلان، وحوالى 3 آلاف جريح، بينهم نحو 300 فى حالة حرجة.

وفى اليوم التالى تكررت التفجيرات مرة أخرى، واستهدفت أجهزة اللاسلكى الخاصة بعناصر الحزب، وحصدت أرواحًا أكثر، وصلت إلى 20 شهيدًا، وأُصيب حوالى 500 آخرون، وجاء أمس الأول، ونجحت إسرائيل فى رصد تحركات إبراهيم عقيل، القائد العسكرى فى حزب الله، وقتلته مع عدد من قادة فرقة الرضوان، التى تمثل النخبة القتالية للحزب، وبات السؤال حول حجم القدرات الإسرائيلية ودرجة تفوقها التكنولوجى والسياسى مقارنة بجيرانها العرب سؤالًا مشروعًا، وتجب مناقشته. صحيح أن هذا التفوق لم يأتِ من فراغ، ولم يتعمق فقط من خلال جهود ذاتية إسرائيلية، إنما جاء أيضًا نتيجة دعم وانحياز غربى وأمريكى لإسرائيل ورعاية كاملة لقوتها التكنولوجية لجعلها أشد قوة وتفوقًا، وحمايتها من المحاسبة، مهما كان حجم الجرائم التى ترتكبها.

والحقيقة أن فجاجة الدعم الأمريكى للممارسات الإسرائيلية فى قطاع غزة، وقتل الناس دون تفرقة بين مدنى ومقاتل فى لبنان، يجعلان هناك استحالة أن يحاسَب أحد على ما جرى فى المجر، سواء تواطأت الحكومة المجرية، (يحكمها يمين قومى متطرف)، مع زرع شركة وهمية تابعة لاستخبارات دولة أجنبية على أرضها، أو لم تكن متواطئة، ولم يتم ذلك بعلمها، فإن النتيجة أنه لن يحاسَب أحد، ولن يُفتح من الأصل تحقيق جاد. سيبقى واضحًا أن الفارق العسكرى والتكنولوجى بين دولة الاحتلال وقوى المقاومة كبير، صحيح أن الأخيرة ظلت تعمل على تقليصه من خلال البناء العقائدى لعناصرها، واستعدادهم للتضحية والاستشهاد فى سبيل قناعتهم، كما عملت على مواجهة إسرائيل بأساليب غير تقليدية فيها من الكر والفر وحرب العصابات، وبَنَتْ شبكة أنفاق عنكبوتية هائلة، كل ذلك جعل صمودها وشجاعة عناصرها مؤكدًا، ولكنه لا يضمن النصر.

التفوق التكنولوجى لن تهزمه الأيديولوجيا إلا لو تسلحت بأدوات جديدة تعوض هذا الفارق، وأهمها الحضور السياسى الدولى، والاشتباك مع العالم، وهو أمر لا يزال بعيدًا عن كل تنظيمات المقاومة المصنفة إرهابية سواء كانت حماس بجناحيها المسلح والسياسى أو الجناح العسكرى لحزب الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التكنولوجيا والأيديولوجيا التكنولوجيا والأيديولوجيا



GMT 06:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تحف الأضرحة

GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

GMT 14:00 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بلفور وما بعده.. سيناء ومستقبلها!

GMT 13:58 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عنوان الدورى الاستثنائى!

GMT 13:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزيف البالطو الأبيض

GMT 10:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي

GMT 10:31 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الأميركي

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon