توقيت القاهرة المحلي 11:45:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإصلاح الدينى ومحاربة التطرف

  مصر اليوم -

الإصلاح الدينى ومحاربة التطرف

بقلم : عمرو الشوبكي

تلقيت هذه الرسالة من الأستاذ أحمد فايد، الخبير المالى والاقتصادى، المقيم فى أمريكا.. وهذا مضمونها:

الدكتور عمرو الشوبكى،

بعد التحية والسلام..

فى مقالك «قاتل مانهاتن». أتفق معك جزئياً فى أن العنف بشكل عام فى المجتمعات الغربية له أسباب اجتماعية، ولكن أختلف معك فى إلقاء اللوم شبه الكامل على تلك الظروف المجتمعية والتقليل من أثر التطرف الدينى كمحفز للإرهاب.

ملايين من المهاجرين واجهتهم صعوبات مادية وتحديات فى الغرب مثل هذا المجرم الإرهابى، منهم من نجح فى التغلب عليها، ومنهم من فشل كليا، ولكن لم يتحول إحباطهم هذا إلى إرهاب باسم الدين. صحيح أن بعض المهاجرين ارتكب جرائم كالسرقة أو القتل، ولكن ليس بدافع الانتقام من المجتمع لأسباب عقائدية. هذا المجرم شجعه فهمه المتطرف للدين على القيام بهذا الجرم بدون شك. كنت أود أن تنبه فى مقالك إلى الحاجة الماسة للإصلاح الدينى الذى تأخر كثيرا جدا.

هذا الإصلاح الدينى الإسلامى أصبح حتميا لأمن وتقدم بلادنا الإسلامية قبل الغربية. الكثير من المواضيع الشائكة لم تحل بشكل قاطع، أهمها فكرة الناسخ والمنسوخ فى القرآن الكريم، التى أبطلت معظم آيات حرية العقيدة والرحمة، يليها فى الأهمية مدى صحة الأحاديث المنسوبة للرسول (صلعم)، ومدى أهمية وجوب الأخذ بالأحاديث الصحيحة فى التشريع. بجانب مفهومنا لتطبيق الحدود، خاصة حد الردة، وصحة وجوب الوصية فى الميراث، ومفهومنا لمقصد الشريعة من تحريم الربا فى ظل الاقتصاد المعاصر القائم على الائتمان والعملات الورقية، مدى صحة العقيدة الأشعرية (يعتقد فيها أغلبنا فى المذهب السنى) للإرادة البشرية والقضاء والقدر، صحة تحريم أو التنفير من الفن بأشكاله المختلفة، تلك المواضيع أرّقتنى كثيرا كمسلم حريص على فهم دينه وتنشئة أولاده على هذا الدين العظيم.

هذا الإصلاح المنشود مرت به اليهودية والمسيحية، مما يؤكد أن الدين بشكل عام دائماً قادرٌ على تجديد نفسه وفقا لمعطيات عصره. ففى اليهودية، بدأ التجديد فى القرن الحادى عشر على يد موسى بن ميمون المصرى، معاصراً ومتأثراً بابن رشد، حيث أدخل وأسس التفسير العقلانى لنصوص التوراة. أما فى المسيحية، فبدأت محاولات الإصلاح فى القرن الخامس عشر على يد يان هوس فى بوهيميا (التشيك حاليا)، وتكللت بالنجاح على يد مارتن لوثر الألمانى فى القرن السادس عشر، بسبب الدعم السياسى لأفكاره الإصلاحية.

هذا الدعم السياسى هو مربط الفرس، ويحسب للرئيس السيسى مناداته بالإصلاح الدينى، ولكن لم تترجم تلك الأمنية إلى رؤية لها آليات لتنفيذها. الدعم السياسى غير كافٍ، وتنقصه استراتيجية حقيقية لبدء الإصلاح الدينى. لحسن حظنا أن عندنا تراثاً إصلاحياً يمكن البناء عليه. القياس فى المذهب الحنفى، مرورا بفكر المعتزلة، ومبادئ وليس طرق التصوف، وعلوم الكلام والفلسفة الإسلامية.

حديثاً، فشلت نسبياً محاولات الإصلاح على يد الشيخ محمد عبده، وأمين الخولى، ومحمود شلتوت، بسبب غياب الدعم السياسى، والتهميش لأفكارهم، والاغتيال المعنوى لأشخاصهم. المؤسف أن الأزهر لم يكتف بعدم القيام بدوره فى الإصلاح، بل ساهم فى محاربة أى محاولة للإصلاح، آخرها التشهير بمحاولة جامعة القيروان فى تونس فى إعادة الفهم الشرعى لفقه الزواج والميراث.

آن الأوان أن ننهض بديننا ودنيانا لخلق مستقبل مشرق لشعبنا الطيب والعظيم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإصلاح الدينى ومحاربة التطرف الإصلاح الدينى ومحاربة التطرف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon