توقيت القاهرة المحلي 14:27:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإصلاح الدينى ومحاربة التطرف

  مصر اليوم -

الإصلاح الدينى ومحاربة التطرف

بقلم : عمرو الشوبكي

تلقيت هذه الرسالة من الأستاذ أحمد فايد، الخبير المالى والاقتصادى، المقيم فى أمريكا.. وهذا مضمونها:

الدكتور عمرو الشوبكى،

بعد التحية والسلام..

فى مقالك «قاتل مانهاتن». أتفق معك جزئياً فى أن العنف بشكل عام فى المجتمعات الغربية له أسباب اجتماعية، ولكن أختلف معك فى إلقاء اللوم شبه الكامل على تلك الظروف المجتمعية والتقليل من أثر التطرف الدينى كمحفز للإرهاب.

ملايين من المهاجرين واجهتهم صعوبات مادية وتحديات فى الغرب مثل هذا المجرم الإرهابى، منهم من نجح فى التغلب عليها، ومنهم من فشل كليا، ولكن لم يتحول إحباطهم هذا إلى إرهاب باسم الدين. صحيح أن بعض المهاجرين ارتكب جرائم كالسرقة أو القتل، ولكن ليس بدافع الانتقام من المجتمع لأسباب عقائدية. هذا المجرم شجعه فهمه المتطرف للدين على القيام بهذا الجرم بدون شك. كنت أود أن تنبه فى مقالك إلى الحاجة الماسة للإصلاح الدينى الذى تأخر كثيرا جدا.

هذا الإصلاح الدينى الإسلامى أصبح حتميا لأمن وتقدم بلادنا الإسلامية قبل الغربية. الكثير من المواضيع الشائكة لم تحل بشكل قاطع، أهمها فكرة الناسخ والمنسوخ فى القرآن الكريم، التى أبطلت معظم آيات حرية العقيدة والرحمة، يليها فى الأهمية مدى صحة الأحاديث المنسوبة للرسول (صلعم)، ومدى أهمية وجوب الأخذ بالأحاديث الصحيحة فى التشريع. بجانب مفهومنا لتطبيق الحدود، خاصة حد الردة، وصحة وجوب الوصية فى الميراث، ومفهومنا لمقصد الشريعة من تحريم الربا فى ظل الاقتصاد المعاصر القائم على الائتمان والعملات الورقية، مدى صحة العقيدة الأشعرية (يعتقد فيها أغلبنا فى المذهب السنى) للإرادة البشرية والقضاء والقدر، صحة تحريم أو التنفير من الفن بأشكاله المختلفة، تلك المواضيع أرّقتنى كثيرا كمسلم حريص على فهم دينه وتنشئة أولاده على هذا الدين العظيم.

هذا الإصلاح المنشود مرت به اليهودية والمسيحية، مما يؤكد أن الدين بشكل عام دائماً قادرٌ على تجديد نفسه وفقا لمعطيات عصره. ففى اليهودية، بدأ التجديد فى القرن الحادى عشر على يد موسى بن ميمون المصرى، معاصراً ومتأثراً بابن رشد، حيث أدخل وأسس التفسير العقلانى لنصوص التوراة. أما فى المسيحية، فبدأت محاولات الإصلاح فى القرن الخامس عشر على يد يان هوس فى بوهيميا (التشيك حاليا)، وتكللت بالنجاح على يد مارتن لوثر الألمانى فى القرن السادس عشر، بسبب الدعم السياسى لأفكاره الإصلاحية.

هذا الدعم السياسى هو مربط الفرس، ويحسب للرئيس السيسى مناداته بالإصلاح الدينى، ولكن لم تترجم تلك الأمنية إلى رؤية لها آليات لتنفيذها. الدعم السياسى غير كافٍ، وتنقصه استراتيجية حقيقية لبدء الإصلاح الدينى. لحسن حظنا أن عندنا تراثاً إصلاحياً يمكن البناء عليه. القياس فى المذهب الحنفى، مرورا بفكر المعتزلة، ومبادئ وليس طرق التصوف، وعلوم الكلام والفلسفة الإسلامية.

حديثاً، فشلت نسبياً محاولات الإصلاح على يد الشيخ محمد عبده، وأمين الخولى، ومحمود شلتوت، بسبب غياب الدعم السياسى، والتهميش لأفكارهم، والاغتيال المعنوى لأشخاصهم. المؤسف أن الأزهر لم يكتف بعدم القيام بدوره فى الإصلاح، بل ساهم فى محاربة أى محاولة للإصلاح، آخرها التشهير بمحاولة جامعة القيروان فى تونس فى إعادة الفهم الشرعى لفقه الزواج والميراث.

آن الأوان أن ننهض بديننا ودنيانا لخلق مستقبل مشرق لشعبنا الطيب والعظيم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإصلاح الدينى ومحاربة التطرف الإصلاح الدينى ومحاربة التطرف



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon