توقيت القاهرة المحلي 21:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصوت والصورة

  مصر اليوم -

الصوت والصورة

بقلم:عمرو الشوبكي

كان الناس فى فترات سابقة يستمعون بالصوت لأخبار ما يجرى خارج حدودهم من حروب ومآسٍ أو حتى أخبار سارة، ثم عادوا وأصبحوا يشاهدون بالصوت والصورة نفس الأخبار مع اختراع التليفزيون، ومع بدايات الألفية الثالثة أصبح أمام كل مواطن فرصة لكى يذهب لوسائل التواصل الاجتماعى ينهل من سيل الأخبار التى حوله أيضًا بالصوت والصورة ويتابع ما يجرى فى الدنيا كلها.

وقد تكون حرب غزة نموذجًا لهذا التحول العالمى الذى جرى فى السنوات الأخيرة ليس فقط لأنها أطول حروب عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، إنما لأن أحداثها نقلتها بالصوت والصورة ليس فقط الفضائيات العربية والعالمية، إنما أيضًا مختلف وسائل التواصل الاجتماعى وشاهد العالم آنين الأمهات الثكالى وصور أشلاء الأطفال التى حركت أشكالًا مختلفة من التضامن الإنسانى مع أهل غزة.

علينا أن نتأمل الفارق الكبير بين دوافع احتجاجات الطلاب فى ١٩٦٨ فى أمريكا وفرنسا على حرب فيتنام وبين احتجاجات اليوم على حرب غزة، صحيح أن أحد الدوافع الرئيسية وراء احتجاجات ٦٨ كانت وقف الحرب فى فيتنام، مثلما يطالب الطلاب اليوم بوقف الحرب فى غزة، ولكن مع فارق أساسى هو أن طلاب جامعة «نانتير» الفرنسية الذين تظاهروا احتجاجًا على حرب فيتنام وقمعتهم الشرطة كانت تحركهم أيديولوجيات يسارية بعضها ينتمى لما عُرف باليسار الجديد، والبعض الآخر ينتمى لتنظيمات اليسار الثورى أو المتطرف، وكان الكتاب الفكرى والتنظيم والبرنامج السياسى «الثورى» هو الذى دفع هؤلاء الشباب نحو الرفض والاحتجاج، وكان حضور الصورة محدودًا، ولم تكن هناك فضائيات عربية أو أجنبية ولا منصات تواصل اجتماعى، وفرض الجيش والإدارة الأمريكية حظرًا كبيرًا على نشر أى أخبار أو صور تأتى من فيتنام.

ولنا أن نتصور وزن الأيديولوجيا السياسية فى تعبئة طلاب فرنسيين ضد حرب فيتنام التى لا تشارك فيها بلدهم ولا يشاهدون صورها، ومع ذلك كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء اندلاع واحدة من أكبر وأعنف الثورات الطلابية فى العالم، وأن الأمر اختلف فيما يتعلق بحرب غزة، فالصوت والصورة والوسائط البديلة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعى خلقت طوفانًا حقيقيًا من التضامن الإنسانى مع أهل غزة، حركته الجرائم المروعة التى تجرى بحق المدنيين العزل، فالغالبية العظمى من هؤلاء المحتجين المتضامنين لا يتعاطف مع أيديولوجية حركة حماس ومشروعها الفكرى والسياسى، كما فعل الطلاب اليساريون فى ستينيات القرن الماضى حين تضامنوا مع رفاقهم اليساريين فى فيتنام ضد «الإمبريالية الأمريكية»، إنما تضامن مع غزة طوفان من البشر يضم مختلف الأديان والأعراق، بمن فيهم اليهود، خاصة فى أمريكا، وأعلنوا رفضهم تلك المجازر المروعة للضمير الإنسانى.

أصبح دور الصوت والصورة ليس فقط نقل الأخبار، إنما أيضًا تشكيل وعى وتحركات سياسية جديدة لم يعرفها العالم من قبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصوت والصورة الصوت والصورة



GMT 10:10 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

وحدة الساحات

GMT 10:08 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

لبنان... نتنياهو أخطر من شارون

GMT 10:05 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

الأردن و«الإخوان»... «حكي القرايا وحكي السرايا»

GMT 09:59 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

أوسلو... من الازدهار إلى الانهيار

GMT 09:57 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إيران ــ أميركا ــ أوروبا وإدارة الصراع

GMT 09:55 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

«الكلمة نور وبعض الكلمات قبور»

GMT 09:53 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

رؤية عربية للمتغير الرئاسي الأميركي

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً
  مصر اليوم - نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً

GMT 02:25 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها
  مصر اليوم - طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها

GMT 23:55 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 17:36 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

الإعلامية مروة صبري تهاجم مها أحمد

GMT 07:16 2024 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

نخر الأنف قد يساهم في خطر الإصابة بمرض ألزهايمر

GMT 22:12 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

ريهام سعيد تحذف صورها وتوجه رسالة لطبيب التجميل

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

GMT 18:26 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب شرق تركيا

GMT 14:25 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار اللحوم في مصر اليوم الجمعة 22 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon