توقيت القاهرة المحلي 06:13:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصوت والصورة

  مصر اليوم -

الصوت والصورة

بقلم:عمرو الشوبكي

كان الناس فى فترات سابقة يستمعون بالصوت لأخبار ما يجرى خارج حدودهم من حروب ومآسٍ أو حتى أخبار سارة، ثم عادوا وأصبحوا يشاهدون بالصوت والصورة نفس الأخبار مع اختراع التليفزيون، ومع بدايات الألفية الثالثة أصبح أمام كل مواطن فرصة لكى يذهب لوسائل التواصل الاجتماعى ينهل من سيل الأخبار التى حوله أيضًا بالصوت والصورة ويتابع ما يجرى فى الدنيا كلها.

وقد تكون حرب غزة نموذجًا لهذا التحول العالمى الذى جرى فى السنوات الأخيرة ليس فقط لأنها أطول حروب عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، إنما لأن أحداثها نقلتها بالصوت والصورة ليس فقط الفضائيات العربية والعالمية، إنما أيضًا مختلف وسائل التواصل الاجتماعى وشاهد العالم آنين الأمهات الثكالى وصور أشلاء الأطفال التى حركت أشكالًا مختلفة من التضامن الإنسانى مع أهل غزة.

علينا أن نتأمل الفارق الكبير بين دوافع احتجاجات الطلاب فى ١٩٦٨ فى أمريكا وفرنسا على حرب فيتنام وبين احتجاجات اليوم على حرب غزة، صحيح أن أحد الدوافع الرئيسية وراء احتجاجات ٦٨ كانت وقف الحرب فى فيتنام، مثلما يطالب الطلاب اليوم بوقف الحرب فى غزة، ولكن مع فارق أساسى هو أن طلاب جامعة «نانتير» الفرنسية الذين تظاهروا احتجاجًا على حرب فيتنام وقمعتهم الشرطة كانت تحركهم أيديولوجيات يسارية بعضها ينتمى لما عُرف باليسار الجديد، والبعض الآخر ينتمى لتنظيمات اليسار الثورى أو المتطرف، وكان الكتاب الفكرى والتنظيم والبرنامج السياسى «الثورى» هو الذى دفع هؤلاء الشباب نحو الرفض والاحتجاج، وكان حضور الصورة محدودًا، ولم تكن هناك فضائيات عربية أو أجنبية ولا منصات تواصل اجتماعى، وفرض الجيش والإدارة الأمريكية حظرًا كبيرًا على نشر أى أخبار أو صور تأتى من فيتنام.

ولنا أن نتصور وزن الأيديولوجيا السياسية فى تعبئة طلاب فرنسيين ضد حرب فيتنام التى لا تشارك فيها بلدهم ولا يشاهدون صورها، ومع ذلك كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء اندلاع واحدة من أكبر وأعنف الثورات الطلابية فى العالم، وأن الأمر اختلف فيما يتعلق بحرب غزة، فالصوت والصورة والوسائط البديلة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعى خلقت طوفانًا حقيقيًا من التضامن الإنسانى مع أهل غزة، حركته الجرائم المروعة التى تجرى بحق المدنيين العزل، فالغالبية العظمى من هؤلاء المحتجين المتضامنين لا يتعاطف مع أيديولوجية حركة حماس ومشروعها الفكرى والسياسى، كما فعل الطلاب اليساريون فى ستينيات القرن الماضى حين تضامنوا مع رفاقهم اليساريين فى فيتنام ضد «الإمبريالية الأمريكية»، إنما تضامن مع غزة طوفان من البشر يضم مختلف الأديان والأعراق، بمن فيهم اليهود، خاصة فى أمريكا، وأعلنوا رفضهم تلك المجازر المروعة للضمير الإنسانى.

أصبح دور الصوت والصورة ليس فقط نقل الأخبار، إنما أيضًا تشكيل وعى وتحركات سياسية جديدة لم يعرفها العالم من قبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصوت والصورة الصوت والصورة



GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

GMT 14:00 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بلفور وما بعده.. سيناء ومستقبلها!

GMT 13:58 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عنوان الدورى الاستثنائى!

GMT 13:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزيف البالطو الأبيض

GMT 10:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي

GMT 10:31 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الأميركي

GMT 10:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon