توقيت القاهرة المحلي 22:47:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نهاية مشروع سياسي

  مصر اليوم -

نهاية مشروع سياسي

بقلم:عمرو الشوبكي

صعد مشروع الرئيس ماكرون السياسى فجأة، فى منتصف العقد الماضى، واستمر وهجه لبضع سنوات، ثم سرعان ما خفت فى نهاية ولايته الأولى واستمر فى التراجع حتى بدا واضحًا أنه «سيتراجع على طريق الاختفاء» بعد نهاية ولايته الأخيرة فى ٢٠٢٧.

وقد قدم ماكرون مشروعه السياسى فى ٢٠١٦ وأسس حزبًا سماه «الجمهورية إلى الأمام»، وأصبح يسمى الآن النهضة، وخاض من خلاله فى العام التالى انتخابات الرئاسة، وفاز فيها على منافسته مارين لوبان، وحصل على حوالى ٦٦٪ من أصوات الناخبين، وتبنى مشروعًا سياسيًا قائمًا على إنهاء ثنائية اليمين واليسار الراسخة فى فرنسا ومعظم دول العالم، وقال وقتها إن مبادئ مشروعه وحركته السياسية: «وسطية لا يمينية محضة ولا يسارية صرفة». وقال أيضا «يمكن لليساريين فى الحزب الاشتراكى الفرنسى واليمينيين فى حزب الجمهوريين أن ينضموا إلى التشكيل الجديد»، وأصبح حزبه بالفعل يضم خليطا من أعضاء الحزبين أى اليسارى واليمينى، نظر كثير منهم إلى الأحزاب الأخرى نظرة فوقية باعتبار حزبهم هو «المنقذ» لفرنسا من أزماتها وفى مرتبة أعلى من الأخرى.

صحيح أن العالم وأوروبا عرفت أحزاب وسط بين اليمين واليسار، لكن مشكلة مشروع ماكرون أنه اعتبر نفسه قادرا على تقديم مشروع سياسى جديد لا يمينى ولا يسارى، وفتح عضوية حزبه لمنتمين للتيارين، وبدا كأنه «موضة» جديدة جذبت كثيرين، لأن فى وقتها كانت أحزاب اليمين واليسار تعانى من أزمات كثيرة، وخاصة التيارين الرئيسيين، وهما يمين الوسط الديجولى ويسار الوسط الاشتراكى، فقرر ماكرون أن يضعفهما أكثر بغرض إنهاء وجودهما فى الشارع السياسى، باعتباره صاحب مشروع سينهى ثنائية شكلت الوجه السياسى لفرنسا على مدار عقود، واستقرت فى صورة تنافس سلمى وديمقراطى منذ أسس الجنرال ديجول الجمهورية الخامسة ١٩٥٨.

وحرض ماكرون أعضاء الحزبين الرئيسيين على الانضمام لحزبه، متجاوزا تقليدا مستقرا فى الحياة السياسية الفرنسية قام على الانقسام الأيديولوجى بين اليمين واليسار، وحين جاءت الانتخابات الأخيرة وتقدم حزب أقصى اليمين فى المرحلة الأولى لم يجد ماكرون أى ثنائية سياسية أو انتخابية تنقذه من خطر اليمين المتطرف إلا ثنائية اليمين واليسار التى «شغلها» إلى حدها الأقصى، ونجحت بالفعل فى تأسيس تحالف انتخابى أوقف ولو مؤقتا تقدم اليمين المتطرف.

مشروع ماكرون السياسى كان له بريق كبير فى بدايته، ونزل للناس فى المدن الصغيرة والقرى واستمع لمطالبهم وصاغ على ضوئها برنامج حزبه الجديد وكان يمكن أن يتواضع وأن يقول إن حزبه ينتمى ليمين الوسط، ولكنه قال إنه خليط من الاثنين، حتى أصبح هناك انقسام واضح داخل الحزب بين وزير داخليته الذى انتمى سابقا لليمين الديجولى، وبين رئيس وزرائه الذى انتمى للحزب الاشتراكى، وأن هناك مؤشرات واضحة تقول إن مشروع ماكرون لن يكتب له البقاء بعد أن يترك الرئاسة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهاية مشروع سياسي نهاية مشروع سياسي



GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

GMT 14:00 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بلفور وما بعده.. سيناء ومستقبلها!

GMT 13:58 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عنوان الدورى الاستثنائى!

GMT 13:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزيف البالطو الأبيض

GMT 10:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي

GMT 10:31 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الأميركي

GMT 10:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 21:23 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار
  مصر اليوم - السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 07:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
  مصر اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 21:27 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح خارج سباق المنافسة على جائزة أفضل لاعب أفريقي

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 06:22 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

عمرو أديب يحذر من فيلم سبايدر مان الجديد

GMT 11:18 2019 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

اهمية تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر

GMT 22:37 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 00:36 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

برشلونة يقسو على إشبيلية وميسي يُسجِّل في الوقت الضائع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon