توقيت القاهرة المحلي 21:41:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمريكا حليفة أم عدوة؟

  مصر اليوم -

أمريكا حليفة أم عدوة

بقلم : عمرو الشوبكي

لم يستطع الكثيرون أن يصوغوا توصيفا دقيقا لطبيعة علاقة مصر بأمريكا؟ هل هو تحالف أم عداء أم حياد؟ ولم يفهم البعض الآخر ادعاء النضال ضد أمريكا، فى الوقت الذى لا تواجه مصر فيه أمريكا فى أى ساحة سياسية أو اقتصادية، ففى الأولى نحن نعيش عصر ما بعد الأيديولوجيات، فلم تعد مصر الاشتراكية التحررية تواجه أمريكا الرأسمالية الاستعمارية، وأصبحت السياسة تعنى للبعض: سمك لبن تمر هندى، حتى أصبح نظامنا السياسى خليطا من السلفية والاشتراكية والليبرالية، أما فى الاقتصاد فأمريكا هى الداعم الغربى الأول لمصر على مدار 40 عاما، وهى البلد الوحيد الذى يعطى لمصر معونة لم ترفضها مصر، حتى لو هاجمها الإعلام أحيانا، رغم أنها لا تتجاوز 2% من قيمة دخلنا القومى.

والحقيقة أن الإطار (Frame) المستخدم فى تحليل العلاقات المصرية الأمريكية قاصر، ويتعمد استدعاء شعارات لا علاقة لها بجوهر تلك العلاقة وأزماتها، فلم يعد متسقا مع توجهاتنا الحالية استدعاء خطاب التحرر الوطنى، الذى قاده عبدالناصر فى مواجهة أمريكا حين كان الرجل يواجه المشروعات الاستعمارية فى المنطقة، ومثّل دعم أمريكا الفَجّ لإسرائيل طوال الستينيات سببا فى احتلالها الأراضى العربية، وحجر عثرة أمام أى انتصار مصرى كامل على إسرائيل.

أما الآن فنحن نعيش عصر السلام مع إسرائيل منذ 40 عاما، وأصبحنا لا نواجه أمريكا فى أى ساحة سياسية واقتصادية، خاصة عقب وصول ترامب للسلطة وشيوع نظرية الكيمياء التى ربطت علاقته بالرئيس السيسى. إذن أين المشكلة فى علاقات البلدين؟ المشكلة فى الحقيقة لا تتعلق بسيادة مصر ولا كرامتها- اللتين يجب أن تكونا مصونتين فى أى علاقة مع أى دولة كبرى أو صغرى- إنما تتعلق أساسا بالأداء المصرى وحسن تدبير الأمور وكيف يمكن التعامل مع العالم الخارجى، فعمليا مصر- رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة- فإنها يمكن أن تستغنى دون أضرار تُذكر عن المعونة الاقتصادية الأمريكية، ولكنها تحتاج خطابا جديدا للتعامل مع أمريكا وباقى دول العالم، يتجاوز حالة التخبط والسطحية ونظريات المؤامرة البلهاء فى إدارة علاقتنا بالعالم الخارجى، بما فى ذلك من تغيير واقعنا الداخلى واحترام مبادئ دولة القانون لصالح المصريين وليس أمريكا.

إن هناك ثمنا للتحالف مع ترامب، كما أن هناك ثمنا لأى تحالف مع الديمقراطيين فى حال عادوا للسلطة مرة أخرى، (وهو متوقع فى الانتخابات القادمة)، وعلينا أن نُصدر كلاما عاقلا، وأن نقول كلاما سياسيا، حتى لا تتحول بعض برامجنا وتصريحات بعض مسؤولينا إلى مثار سخرية دول العالم، ونتوقف عن اعتبار أن العالم يتآمر علينا من روسيا إلى أمريكا، ومن أوروبا إلى الصين (اعتبر تقرير صحفى مصرى مؤخرا أن اختيار ناقلة روسية محيطا متجمدا لتبحر فيه بدلا من قناة السويس مخطط لضرب اقتصاد مصر).

المطلوب ليس استمرار التحالف القائم على المعونة الأمريكية لأن أسبابه سقطت منذ ثورة يناير، ولا مطلوب فتح صفحة عداء مع أمريكا لأن نموذجنا السياسى ليس هو النموذج الإيرانى ولا الكورى الشمالى ولا حتى الفنزويلى، إنما المطلوب إدارة علاقة قائمة على المصالح المشتركة والاعتماد المتبادل بين البلدين، نؤسس فيها لقيم الشفافية والكفاءة والوضوح، وهى قيم فقدناها فى الداخل، فضَرّتنا فى الخارج.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمريكا حليفة أم عدوة أمريكا حليفة أم عدوة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 20:39 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 21:19 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يرد على تصريحات المخرج محمد سامي

GMT 01:56 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 19:58 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

حسين الشحات مهدد بالحبس فى أزمة الشيبى

GMT 00:21 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

أسعار الدولار في البنوك المصرية الأحد

GMT 00:41 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

ريال مدريد يزيل "راموس" من موقعه الرسمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon