توقيت القاهرة المحلي 07:22:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثنائية الناقصة

  مصر اليوم -

الثنائية الناقصة

بقلم : عمرو الشوبكي

فكّرتنى الأحداث التى تجرى فى العالم العربى، خاصة فى ليبيا، بورقة بحثية سبق أن نشرتها فى كتاب أصدره مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، منذ حوالى 3 سنوات، وحملت عنوان: «الدولة الوطنية فى مواجهة تنظيمات ما دون الدولة»، وأذكر أنى لم أكن مرتاحًا لكتابة ورقة أضع فيها الدولة الوطنية فى مواجهة مع تنظيمات، فالدولة تواجه دولًا وفق التصور الذى تربى عليه جيلى، ولكنى اخترت الجانب العلمى على اعتبار أن مهمة الباحث أو الكاتب هى دراسة أى ظاهرة بصرف النظر عن موقفه منها.

والمؤكد أن ظاهرة تنظيمات ما دون الدولة أصبحت واقعًا مقلقًا فى عالمنا العربى من لبنان حيث حزب الله، والعراق حيث الحشد الشعبى والميليشيات الشيعية المدعومة من الدولة، وحيث أيضًا تنظيم داعش الذى تحاربه الدولة، وفى ليبيا ظهرت ميليشيات فجر ليبيا الإخوانية فى طرابلس ومعها خليط من التنظيمات المسلحة، التى أصبحت موجودة فى شرق ليبيا وغربها.

الوضع فى ليبيا ليس مثل مصر والجزائر وتونس والمغرب، حيث توجد فى هذه البلدان دولة وطنية راسخة، صحيح أنها واجهت تهديدات وجودية فى مصر فى عهد الإخوان، ولكنها تجاوزتها، وأصبحت معظم المشاكل التى تواجهها لها علاقة بالأداء والكفاءة وتحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية، أما ليبيا فلا توجد فيها دولة وطنية، إنما طغى فيها نظام القذافى على الدولة وحوّل مؤسساتها إلى ملحق تابع لنظامه، وحين سقط النظام سقطت الدولة وعاشت البلاد عصر الميليشيات والحرب الأهلية.

ومع ذلك تظل قوات «حفتر» الأقرب إلى بناء مؤسسة عسكرية، يمكن أن تكون عماد الدولة الوطنية الليبية فى المستقبل، وليست جيش النظام مثلما فعل القذافى.

والحقيقة أن ثنائية دولة وتنظيمات فيها حاجة غلط لأن الطبيعى أن يجتمع الجميع أو يختلفوا تحت مظلة الدولة الوطنية ومؤسساتها، لا أن تنشغل الأخيرة بمحاربة تنظيمات مسلحة.

ولكى نتجاوز هذه الثنائية، علينا أن نعود مرة أخرى إلى أسباب صعود هذه التنظيمات وجوانب الخلل فى أداء دولنا الوطنية، والتى ساعدت على صعودها، بعيدًا عن نظريات المؤامرة التى نعلق عليها أخطاء كثيرة.

يقينًا لو كان فى ليبيا جيش وطنى مثلما هو موجود لدى جيرانها وليست قوات القذافى وكتائبه لما وصل الحال فى ليبيا إلى ما هى عليه الآن مهما كانت التحديات الداخلية والخارجية.

علينا أن نُخرج ليبيا من معادلة سوريا فى المقارنة بين النظام السيئ والتنظيمات الأسوأ، وذلك بالعمل على أن تمتلك قوات «حفتر» أدوات سياسية يخترق بها طرابلس ويجذب القبائل والرافضين لحكم الميليشيات، وأن تكون لديه ملامح مشروع سياسى يقوم على بناء الدولة الوطنية الليبية، ولكن أيضًا يقدم صيغة جديدة تعمل على تفكيك الثنائية الحالية بتجفيف المنابع التى أدت إلى ظهور التنظيمات المسلحة ببناء دولة قانون ومؤسسات عادلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثنائية الناقصة الثنائية الناقصة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon