توقيت القاهرة المحلي 00:03:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاعتدال الذى تكرهه إسرائيل

  مصر اليوم -

الاعتدال الذى تكرهه إسرائيل

بقلم:عمرو الشوبكي

أفشلت إسرائيل على مدار أكثر من 30 عامًا مسار الاعتدال والتسوية السلمية منذ اتفاق أوسلو ومرورًا بكل المبادرات العربية من أجل إيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية قائمة على حل الدولتين.
وقد تميز ظهور تيار الاعتدال فى طبعته الفلسطينية بأنه ربط بين العمل السياسى والدخول فى مسار تسوية وبين المقاومة الشعبية والمدنية، فقد دخلت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات فى مسار أوسلو عقب انتفاضة شعبية كبيرة وملهمة، وهى انتفاضة الحجارة فى 1987، والتى بفضلها دخلت المنظمة مسار التفاوض السلمى، وهى تملك ورقة الإرادة الشعبية، ووقعت على اتفاق أوسلو فى 1993، وصُنفت بعدها ضمن تيار الاعتدال، بعد أن كانت تُحسب على قوى الممانعة والتشدد، حتى إن أمريكا وإسرائيل اعتبرتاها ضمن المنظمات الإرهابية.

لم تتعاطف إسرائيل رغم ما بدا على السطح مع تيار الاعتدال الفلسطينى، وعملت على إضعافه وإغلاق طريق التسوية السلمية وحل الدولتين ببناء المستوطنات فى الضفة الغربية ومضاعفة أعداد المستوطنين وقمع العمل المدنى الفلسطينى وبناء نظام عنصرى يقهر ويعتقل ويقتل، حتى مَن لم يحملوا سلاحًا، ويقضى على طموحات الشعب الفلسطينى فى بناء دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

أما تيار الاعتدال العربى فقد حاول أن ينقذ أكثر من مرة مسار التسوية السلمية عقب تفجر العنف فى الأراضى الفلسطينية وعقد فى شرم الشيخ مؤتمر صناع السلام فى ١٩٩٦ برعاية مصرية أمريكية، وحضره الرئيس الأمريكى كلينتون والروسى يلتسين والفرنسى شيراك والملك عبدالله وياسر عرفات وغيرهم من قادة العالم، ووقّع على بيانه الختامى الرئيسان المصرى والأمريكى، وأكد رفض الإرهاب وحق الفلسطينيين فى العيش بسلام وفق حدود آمنة.

ثم عاد وأطلق الملك السعودى الراحل عبدالله عقب انتفاضة الأقصى ودخول مسار أوسلو إلى غرفة الإنعاش مبادرة السلام العربية فى ٢٠٠٢، التى أُعلنت فى مؤتمر القمة العربية فى بيروت، ونصّت بشكل واضح على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضى العربية المحتلة، بما فيها الجولان وإقامة دولة فلسطينية مستقلة فى مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وهنا سنجد أن المواقف والمبادرات العربية والمصرية كانت ملتزمة بقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، فى حين إن إسرائيل لم تلتزم بأى من هذه القرارات، ولم يحاسبها أحد لأنها ظلت دولة استثناء فوق القانون الدولى والشرعية الدولية.

على مدار عقود سابقة، حاربت إسرائيل بكل الوسائل تيار الاعتدال فى العالم العربى، ورفضت تطبيق الاتفاقات التى وقعت عليها، حتى وصلنا إلى «عصر نتنياهو»، الذى اعتبر أن اتفاق أوسلو، (اتفاق السلام الوحيد الذى وقّعته الدولة العبرية مع الفلسطينيين)، هو المسؤول عن عملية 7 أكتوبر، وأعلن رفضه حل الدولتين.

لم تنفذ إسرائيل كل الاتفاقات التى وقّعتها مع تيار الاعتدال حتى تقول إن المشكلة فى تيار الممانعة والمقاومة المسلحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاعتدال الذى تكرهه إسرائيل الاعتدال الذى تكرهه إسرائيل



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 23:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق نتائج مبهرة خلال التجارب

GMT 06:24 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعًا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:03 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

ازمة في الاتحاد السكندري بسبب مواعيد الكأس

GMT 00:30 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

جماهير المصري تدعم الفريق قبل مواجهة النجوم

GMT 22:45 2024 الجمعة ,23 آب / أغسطس

قصي خولي يقدم برنامج "من سيربح المليون"

GMT 00:03 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

المصري يرفض الإستغناء عن بوسكا

GMT 21:20 2019 الخميس ,25 تموز / يوليو

سموحة يتعاقد مع الليبي محمد الترهوني

GMT 10:04 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

نجاح المصرى بالخارج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon