توقيت القاهرة المحلي 01:38:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جريمة الدوران الحر

  مصر اليوم -

جريمة الدوران الحر

بقلم : عمرو الشوبكي

مدهشة تلك الفلسفة الكارثية التي حكمت نظامنا المرورى منذ نهايات عهد الرئيس مبارك، وتعمقت في السنوات الأخيرة وعُرفت باسم الدوران الحر.لقد ظلت مصر طوال تاريخها الحديث تعرف شوارع طبيعية بها أرصفة وإشارات مرور وميادين مثل باقى خلق الله، صحيح أنها لم تكن نظيفة تماما مثل البلاد المتقدمة، وصحيح أيضا أن إشارات المرور لم يحترمها كثير من الناس، ولكن في النهاية كانت هناك قاعدة تحكم حركة البشر والسيارات، حتى اخترعت الحكومة المصرية نظامًا مروريًّا غير موجود في أي مكان في العالم، وانتشر كالسرطان في شوارعنا ومياديننا ويسمى «الدوران الحر»، ويقوم على إلغاء التقاطعات والميادين، ونقل دوران السيارات كيلومترات للإمام (بدلا من استخدام إشارة المرور)، حتى يسعدك الحظ لتجد دورانا يرجعك كيلومترات أخرى حتى تصل لمقصدك.

وانتقل هذا النظام من الطرق السريعة إلى معظم الميادين والشوارع، حتى استوطن مؤخرًا في مصر الجديدة، ونسى القائمون عليه أو تناسوا أن في البلد مشاة يستحقون إشارات مرور ومكانًا آمنًا للعبور، فلم تهتم الدولة إلا بتأمين الطرف الأقوى في المعادلة، أي صاحب السيارة، كما أنه رحّل مشكلة الزحام ولم يحلها، ونقلها من الميادين إلى نقطة أبعد قليلًا تتكدس عندها السيارات قبل أن تدور نصف دورة وتعاود السير.

إن حق المشاة في مكان عبور آمن يعنى حق المواطن وقيمته، وهو الذي يجب أن تنطلق منه أي مشاريع للتطوير المرورى.

إن جريمة الدوران الحر التي فجرت غضب مواطنين كُثر في حى مصر الجديدة بعد التشويه الذي أصابه، وبعد أن تفتق ذهن المسؤولين عن فكرة وهمية هي التعامل مع السيولة المرورية في حى سكنى وكأنه طريق سريع (Highway) وهى في حد ذاتها جريمة جنائية، وأن يكون ردهم أن على السكان تدبر حالهم بعمل كبارى للمشاة من أموال رجال الأعمال، وهو أمر يعكس نمطًا مشوهًا من التفكير، وحالة جهل بأبسط قواعد التطوير العمرانى الذي يجب أن ينطلق من أولويات السكان، لا أن يفرض عليهم ليس فقط نمط تطوير لا يرغبون فيه، إنما أيضا يعرّض حياتهم للخطر اليومى، ويقول لهم تصرفوا أنتم!! (توفى 10 أشخاص نتيجة حوادث سيارات منذ بدء العمل في كبارى مصر الجديدة).

إن منطق الدوران الحر هو منطق الموظف الخائب الذي يُرحّل المشكلات للموظف التالى ولا يرغب في مواجهتها، فمواجهة مشكلات المرور ستكون بإشارة مرور وبأماكن آمنة لعبور المشاة، ولو قرر أحد المسؤولين ألا يكتفى برؤية مصر الجديدة وزار جامعة القاهرة سيكتشف حجم الكارثة التي تسبب فيها نظام الدوران الحر، سواء في زيادة الاختناق المرورى، أو إهانة الطلاب وشباب الأساتذة الذين لا يملكون سيارات بطريقة عبور عشوائية للشارع، رغم أن عددهم عشرات الآلاف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة الدوران الحر جريمة الدوران الحر



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon