توقيت القاهرة المحلي 05:16:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مباريات السياسة

  مصر اليوم -

مباريات السياسة

بقلم : عمرو الشوبكي

كثيرًا ما يحول الواقع توجهات أى مشروع أو رؤية سياسية ويعدل فيها جزئيًا أو كليًا، صحيح أن هناك حالات كثيرة تبقى الرؤية السياسية هى الحاكمة أو الإطار الواسع للممارسة السياسية إلا أن هذا لا ينفى صفة التغير والمراجعة التى تصيب كثيرًا من الرؤى (مقولة اختلاف ما يقال قبل الوصول إلى السلطة عن بعدها).

والحقيقة أن موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من إيران انطلق من رؤية احتوائية قائمة على الحوار والتفاوض، وأبدت الولايات المتحدة مرونة كبيرة من أجل التفاوض مع إيران برعاية أوروبية، بل إنها وافقت على أى صيغة يقترحها الأوروبيون، بما فيها حضور أمريكى غير رسمى لأى مسار تفاوضى، وهو ما قُوبل برفض إيرانى، وأصرت على عودة أمريكا أولًا لاتفاق 5+1 الذى انسحبت منه فى عهد ترامب قبل الدخول فى أى مفاوضات.

وإذا كانت أمريكا قد انسحبت بمحض إرادتها من الاتفاق النووى، إلا أن إيران أيضًا استغلت الفرصة وقامت فى نهايات العام الماضى بزيادة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وهو ما يمثل خرقًا للاتفاق الذى صار حبرًا على ورق، بما يعنى أن خيار التفاوض قبل العودة الأمريكية للاتفاق قد يكون مناسبًا للطرفين.

والحقيقة أن الرؤية الأمريكية الجديدة تجاه إيران تنطلق من تصور إدماجى قائم على التفاوض والحوار كمحاولة لتعديل توجهاتها ونقلها من دولة ممانعة خارج المنظومة العالمية إلى دولة طبيعية تعارض أو تختلف من داخلها، وهو سيعنى من الناحية العملية فتح الباب أمام المجتمع الدولى للتأثير فى النظام الإيرانى من خلال التفاعل السياسى والاقتصادى والثقافى ودفعها نحو الاعتدال.

ومع ذلك، فإن هذا التوجه الأمريكى أو نقطة الانطلاق الأولى قد تتغير على ضوء ما يجرى فى الواقع، فإصرار إيران على عودة أمريكا أولًا للاتفاق دون أى تفاوض قد يؤدى إلى تعقيد الموقف وتجميد أى فرصة لعقد اتفاق بين الجانبين يُجسد الرؤية الأمريكية الجديدة فى الحوار والاحتواء. كما أن رسالة أمريكا الخشنة بضرب قوات حزب الله العراقية (ذراع إيرانية) المتواجدة فى سوريا (وليس العراق) قُوبلت بقصف الأذرع الإيرانية فى العراق قاعدة «عين الأسد» حيث تتواجد القوات الأمريكية، وهو ما قد يقضى أيضًا على فرص التفاوض.

إن السياسة الأمريكية الاحتوائية ملمح أساسى فى أداء إدارة بايدن، سواء مع إيران أو الحوثيين أو غيرهما، وهو أمر لا يجب رفضه من حيث المبدأ، إنما يجب أن يكون مشروطًا بتغيير السلوك الإيرانى تجاه دول المنطقة، وتوقفها عن التدخل فى شؤونها.

يبقى أن اختبار هذه السياسة فى الواقع لن تحسمه فقط المواقف الخليجية، إنما أيضًا أو أساسًا السلوك الإيرانى تجاه هذه التوجهات الأمريكية الجديدة التى قد تؤدى إلى نسفها وعودتها مرة أخرى للخيارات الخشنة حتى لو كانت انطلقت من خيارات عكسية ترجح الحوار والتفاوض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مباريات السياسة مباريات السياسة



GMT 09:26 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

لعنة المومياوات

GMT 09:18 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

«اللي عمله ربنا مش هيغيره بشر»

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

صورة سامح شكري

GMT 09:56 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

داعش في موكب المومياوات!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
  مصر اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 23:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
  مصر اليوم - هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 19:53 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

سقوط طائرة في كولومبيا ومقتل 7 من ركابها

GMT 17:57 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

شبح مورينيو يعود للظهور في مانشستر يونايتد

GMT 08:54 2019 الأحد ,10 شباط / فبراير

الأهلي يكشف أسباب أزمة المؤجلات

GMT 14:16 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

أداما تراوري يُبرز جدية ليونيل ميسي في التدريبات

GMT 09:59 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طليق رانيا يوسف يوجّه رسالة لها بعد أزمة فستانها الفاضح

GMT 03:08 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد عبد الحفيظ يُعلن عن صفقات الأهلي الجديدة خلال أيام

GMT 04:18 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يُرزق بطفله الثالث ويكشف عن اسمه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon