توقيت القاهرة المحلي 00:03:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوار بيروتى

  مصر اليوم -

حوار بيروتى

بقلم - عمرو الشوبكي

قابلت الأسبوع الماضى فى بيروت صديقى الباحث والكاتب اللبنانى «إيلى»، الذى لا يعرف جيدا مناطق وسط بيروت، لأنه يعيش فى المنطقة الشرقية ذات الأغلبية المسيحية.

وقد تعودت مع كثير من اللبنانيين، من السائق الذى يصحبنى من المطار حتى مثقفين وجامعيين، أن يتحدثوا عن مصر أكثر من لبنان، وعن قضايا الكون أكثر من مشاكلهم، وقضايا الإقليم: سوريا وتركيا وإيران والسعودية أكثر من الحديث عن أحزاب وطوائف لبنان (كمدخل تعرف منه توجه من هو معك).

أما فى المرات الأخيرة فسمعت حديثا مباشرا عن حزب الله أكثر من القضايا العربية والدولية، وتذكرت حديثا سابقا مع سائق لبنانى صحبنى فى زيارة سابقة من المطار حتى منطقة جبيل (مدينة ساحلية على بعد 45 كيلومترا من بيروت)، وأخبرنى أنه مسيحى من منطقة مسيحية وجوارها ضيع (قرى) سنية وشيعية، وقال إننا كمسيحيين لم نتعرض لأى اعتداءات ولا مذابح على يد الشيعة بشكل عام، وحزب الله بشكل خاص، على عكس ما فعلته تنظيمات سنية مارست ذبحا وقتلا وتكفيرا بحق المسيحيين فى أكثر من مكان، ودافع عن دور حزب الله فى سوريا لهذه الأسباب.

حديث «إيلى» كان مختلفا، ولكنه قدم قراءة خاصة أيضا لحزب الله، فنظراً لخلفيته البحثية والصحفية وعمله لفترة فى صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله، جعل موقفه من الحزب يتسم بالتوازن أيضا، حتى لو كان موقفه لا يمثل غالبية الصوت المسيحى.

وقد ذكر لى أنه اجتمع مع مجموعة من المسيحيين اللبنانيين الذين عبروا له عن استيائهم الكامل من هيمنة حزب الله على القرار السياسى فى لبنان، ورهن البلد بعلاقات الحزب الإيرانية. فرد عليهم بصورة لافتة قائلا: «لو قررت إيران أن تقطع مساعدتها عن حزب الله وتوقفت الأموال التى تدفعها له، فعليكم أن تذهبوا إلى إيران وتتوسلوا لها أن تستمر فى دعمها للحزب».

وطلبت منه أن يفسر ما قاله فرد: «إن فكرة وجود تنظيم محكم يدفع مصارى (أموال) لأعضائه ويعوضهم عن الوفاة أو الإصابة فى الحروب تعنى أن هناك جهة تضمن انضباط أعضاء الحزب وهم بعشرات الآلاف، وتوفر لعوائلهم رواتب وهم بمئات الآلاف، فماذا سيفعل لبنان مع هؤلاء، هل هو قادر على إيجاد فرص عمل بديلة لهم لو فرط تنظيم حزب الله؟!».

هذه الفكرة تناقش دائما مسألة وجود بنية تنظيمية تتفاوض معها وتضغط عليها أفضل من لا تنظيم، والبعض يشبهها بفكرة وجود دولة حتى لو مؤسساتها فاسدة ومترهلة فستظل أفضل من لا دولة.

هذا لا يعنى قبول صيغة حزب الله المهيمنة على القرار السياسى والعسكرى فى لبنان، والمهددة لأمن دول كثيرة فى المنطقة، إنما يعنى مناقشة البدائل العملية لتفكيك أو إضعاف الميليشيا المسلحة لحزب الله بصورة لا تهدد السلم الأهلى فى لبنان.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار بيروتى حوار بيروتى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon