توقيت القاهرة المحلي 13:01:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حاملة الطائرات جمال عبدالناصر

  مصر اليوم -

حاملة الطائرات جمال عبدالناصر

بقلم عمرو الشوبكي

أن تمتلك مصر حاملة طائرات بحجم «ميسترال» فذلك تعزيز لقدرات الجيش المصرى، وخطوة مهمة فى اتجاه تأكيد تنوع مصادر السلاح، فهى سفينة عملاقة قادرة على حمل طائرات ومدرعات وعربات خفيفة، وأيضاً قادرة على القتال والمناورة فى عرض البحر.

وقد أرسلت مصر إلى مدينة سان نازير فى غرب فرنسا 360 بحاراً بشكل متتابع للتدريب على العمل وقيادة السفينة، وهم بمثابة الطاقم الأساسى لها، وقد اشترينا السفينتين الفرنسيتين بعدما ألغت باريس فى أغسطس من العام الماضى عقداً مع موسكو على خلفية النزاع فى أوكرانيا. وذلك بقيمة حوالى 950 مليون يورو، مقابل 1.2 مليار يورو قيمة الصفقة السابقة بين فرنسا وروسيا، وتم تغيير كل أنظمة الاتصال الروسية التى كانت السفينتان مجهزتين بها، وتم تثبيت الأنظمة الجديدة المناسبة للبحرية المصرية.

وهى بذلك تعد صفقة رابحة بالمعنى المالى، ومفيدة من الناحية العسكرية والاستراتيجية، وهى فى النهاية أول حاملة طائرات من هذا النوع فى منطقة الشرق الأوسط، وتمثل إضافة عسكرية واستراتيجية مؤكدة للجيش المصرى.

والحقيقة أن هناك جانباً آخر غير الحسابات العسكرية، يتعلق بإطلاق اسم جمال عبدالناصر على حاملة الطائرات، وهو ما يمثل أول اعتراف رمزى رسمى بأهمية إطلاق اسم الزعيم جمال عبدالناصر على حاملة بهذا الحجم مثلما هو الحال فى فرنسا، حيث تحمل واحدة من كبريات حاملات الطائرات الفرنسية اسم الجنرال الراحل شارل ديجول، مؤسس الجمهورية الخامسة، وأحد كبار الزعماء الفرنسيين، ونفس الأمر فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أطلق اسم أيزنهاور وغيره من القادة على عديد من حاملات الطائرات الضخمة.

والحقيقة أن القضية هى أساساً رمزية، تتعلق بأسماء أشخاص صنعوا التحول الكبير فى بلادهم، أو أسسوا لنظم جديدة، فاستحقوا التكريم الرمزى مهما كانت أخطاؤهم، ومهما كانت درجة الاتفاق والاختلاف معهم.

ففى فرنسا مثلاً، مطارها الرئيسى هو مطار شارل ديجول، وفى الجزائر مطارها يحمل اسم هوارى بومدين، بطل التحرر الوطنى الجزائرى، وفى المغرب يحمل مطارها اسم محمد الخامس، قائد التحرر أيضاً من الاستعمار الفرنسى، ما عدا مصر التى استخسر حكامها السابقون إطلاق اسم جمال عبدالناصر على مطارها باعتباره بطل التحرر من الاستعمار، ومؤسس الجمهورية المصرية التى أنهت الملكية وأسست نظاماً جمهورياً جديداً.

تسمية حاملة الطائرات المصرية باسم جمال عبدالناصر هى عودة للبدهيات التى غابت، وهى لا تعنى بأى حال تبنى برنامج عبدالناصر السياسى والاقتصادى فى 2016، فهو- يقيناً- كان فى معظم جوانبه صالحاً فى الخمسينيات والستينيات، ولكن بالتأكيد ليس الآن.

إن الخلاف حول عبدالناصر أو السادات يجب ألا يكون مبرراً لشطبهما من تاريخ هذا البلد، وأن تمييز الأول لا يعنى انحيازاً أكثر لسياساته، ولا يحول دون إيمان قطاع كبير من المصريين بدور السادات وأهميته فى التاريخ المصرى المعاصر، إنما يعنى تذكير الناس بالقيم والمبادئ العليا بعيداً عن تفاصيل السياسات والأخطاء، لأن هذه المبادئ هى التى تصنع أيضاً التحولات الكبرى، وعبدالناصر بهذا المعنى كان رمزاً لهذه المبادئ التحررية، وكان أيضاً قائداً لتحول تاريخى مازلنا نعتز بأننا جزء منه (النظام الجمهورى) مهما كانت أخطاء الحكم، ومهما كانت إحباطات الكثيرين، فإن الجمهورية أصبحت معطى وأساساً للحكم بفضل عبدالناصر، وأن مهمة الناس تصويبها ودمج الديمقراطية ودولة القانون بين ثناياه.

فخور بحاملة الطائرات الجديدة وباسمها جمال عبدالناصر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حاملة الطائرات جمال عبدالناصر حاملة الطائرات جمال عبدالناصر



GMT 02:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:31 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

GMT 07:42 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

الإسقاط على «يوليو»

GMT 05:04 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

إسرائيل و«حزب الله»... التدمير المتواصل

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon