توقيت القاهرة المحلي 16:25:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشاب الشيشانى

  مصر اليوم -

الشاب الشيشانى

بقلم : عمرو الشوبكي

كيف يقدم شاب شيشانى عمره لا يتجاوز 18 عاما على ارتكاب جريمة بهذه البشاعة، فيقطع رأس مدرس تاريخ فى قلب الشارع وهو يقول «الله أكبر». لا يمكن تبرير هذا الجريمة حتى لو اختلف معظمنا مع المنطق الفرنسى فى التعامل مع قضية حرية الرأى والتعبير، والذى يبيح الإساءة للأديان والرسل، وهذا ما فعله المدرس حين عرض صورا مسيئة للرسول محمد أثناء حصته، لتعريف الطلاب بمعنى حرية الرأى والتعبير. الاختلاف مع المنطق الفرنسى لا يجب أن يدفع البعض لتبرير أى جريمة إرهاب أو التعامل معها على أنها رد فعل، فهذا المنطق يمثل شراكة فى الجُرم وتبريرا للقتل والإرهاب.

أما السؤال الذى نطرحه فى مصر ويطرحه غيرنا فى فرنسا: لماذا الإرهاب؟ وما هى أسبابه ودوافعه، وما الذى يجعل شابًا فى مقتبل العمر يُقْدم على مثل هذه الجريمة البشعة، وهل ستتغير وجهته إذا تكوّن أئمة المساجد فى فرنسا بدلا من العالم العربى والإسلامى كما يطالب ماكرون، أم أن هذا الولد ومن هم مثله لا علاقة لهم لا بالمساجد ولا الأئمة؟ اللافت أن بروفايل هذا الشاب نسخة مكررة من عشرات غيره مارسوا إرهابا فى أوروبا وكانوا معروفين لدى الشرطة بجرائم حق عام سرقة ومخدرات ومشاجرات، ولم تكن لهم أى علاقة لا بالدين ولا حتى التفسيرات الدينية المتطرفة، إنما هم نتاج فشل دراسى ومهنى وتهميش اجتماعى كامل، ووجد كثير منهم ضالته فى شعارات وقشور دينية تبرر لهم فى اللحظات الأخيرة القتل والإرهاب.

الصورة التى نشرتها صحيفة الفيجارو الفرنسية لهذا «الإرهابى الصغير»، وهو يصطحب كلبه، تذكرك بصور نجوم الألتراس أو مشجعى الكرة المتعصبين، ولا يحمل مظهرا دينيا واحدا، ومع ذلك قرر أن يرتكب تلك الجريمة البشعة فى البلد الذى فتح له أبوابه هربا مما يجرى مع الشيشان فى روسيا.

نشرات الأخبار وكل البرامج الإخبارية الفرنسية كررت الحديث عن الفاشية الإسلامية والإرهاب الإسلامى، وحتى أهالى بعض الطلاب الذين اعترضوا بالوسائل القانونية على ما قام به المدرس بتقديم شكاوى ضده، اعتبرهم البعض بكل أسف شركاء فى الجريمة.

أفردت الصحف الفرنسية الكبرى عناوينها للجريمة البشعة فكتبت اللوموند: «قطع رقبة معلم، الإرهاب الإسلامى يضرب المدارس فى القلب»، أما الفيجارو فكتبت: «قطع رقبة أستاذ، الإرهاب الإسلامى على أبواب باريس».

يقينًا هؤلاء الأولاد الإرهابيون مسلمون ولو اسمًا، وفى نفس الوقت يبررون جرائمهم بشعارات وقشور إسلامية شديدة السطحية ولم يسمعوا حتى عن التفسيرات الدينية المتشددة، وبالتالى الحديث عن أنه «إرهاب إسلامى» أو إسلاموى لا يفسر أغلب الظاهرة، فما كُتب عن مشاكل الضواحى فى فرنسا يدعو الرئيس الفرنسى إلى الحديث عن الانفصالية الاجتماعية والثقافية والسياسية فى المناطق المهمشة قبل الحديث عن الانفصالية الإسلامية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشاب الشيشانى الشاب الشيشانى



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 15:48 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني
  مصر اليوم - نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon